للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفاة الاسكندر سنة ٣٢٣ق. م. واضمحلت كل الاضمحلال بالنظر إلى ما كانت عليه. وبالتالي لما بنى سلوقس قصبة جديدة له على ضفة دجلة حلت تلك المدينة أي سلوقية محل بابل (راجع ما يخص سلوقية).

برسبا (برس نمرود) على مسافة نصف ساعة من الحلة

بالسيارة

كان يعرف تل برس نمرود، استناداً إلى الحديث المأثور، ببرج بابل وذلك مذ زيارة الحاخام الجوابة بنيامين التطليلي سنة ١١٧٣م. وهذا التل مكلل بكتلة بناء ضخمة. ويسرد العرب هنالك روايات ظريفة منقولة عن أسلافهم تتعلق بنمرود وإبراهيم، كما أنها تدل على أن البرق الذي سل الرب سيفه به في غضبه حول البناء المتخذ من الآجر زجاجاً. ولكن لا يشك أبداً في أن برج بابل الحقيقي هو الزقورة المسماة (انتمن انكي) - (دار حجر أساس السماء والأرض) التابعة لهيكل مردوك العظيم في بابل (راجع ما يختص ببابل). على أن مرور الزمان وسارق الآجر لم يبقيا في برج بابل من الأدلة إلا شيئاً قليلا وعليه يتيسر إدراك سهو بنيامين المذكور حين قصد تلك الأصقاع.

ويرى حوالي أساس الزقورة المتخربة في برس نمرود أنقاض هيكل (نبو) اله العلوم والآداب، وكانت تنقل صورته باحتفال جليل في كل رأس سنة ليؤدي فرضه إلى أبيه القهار الإله مردوك في هيكله (إي سجلا) في بابل. وكان المضيف يشايع ضيفه مسافة من الطريق في العودة كما هي العادة عند العرب في هذا اليوم.

وقد قام (جول أوبر) وغيره من الأثريين بالحفر في برس نمرود في أوقات شتى. ولكن حفرياتهم لم تتصل بعضها ببعض. مع أن (رولنصن) لما نقب هنالك عثر على اسطوانات متخذة من الصلصال المشوي في أساس الزقورة. ودل الرقيم في تلك الاسطوانات على أنها تعود إلى عهد نبو كدراصر الثاني ويتضح منها أيضاً أن ذلك الملك الهمام تمكن من أن يبدي كل ما في سعيه العجيب فانه أعاد هياكل الآلهة. كما يتجلى من النوافذ المربعة المعرضة لمرور الهواء في البناء الضخم في زقورات كيش (تل الاحيمر) وعقرقوف. ولا ريب في أن البرج

<<  <  ج: ص:  >  >>