للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

احرق برمته وكانت الحرارة شديدة جداً بحيث أن الآجر لم يشو فحسب بل صار زجاجاً. وكان للزقورة منظر عجيب جداً حين التهابها في ذلك السهل الواسع (راجع أيضاً ما يخص كيش وعقرقوف).

والأماكن الآخر التي تزاور وأنت تذهب من الحلة هي: النجف وكربلاء وسدة الهندية.

من الديوانية:

يقدمها الجوابة راكباً السيارة من الديوانية إلى (عفك) (عفج) والمسافة ٢٣ ميلا، ثم يقطع الأربعة الأميال الباقية بالقارب وعلى ظهر الحصان.

تقع اخربة (نفر) الهائلة على الضفة اليمنى من عقيق الفرات الأقدام، وعلى الضفة الشرقية من شط النيل القديم. ويتضح أن المدينة كانت سيدة سهل شنعار بأسره من جهة الدين، وذلك منذ الأيام الأول حتى احتلال الفرس. مع أنها لم تتخذ داراً لملوك السلالات المتسيطرة. ويظهر أنها لم تزاحم مجاوراتها العديدات من المدن والممالك في السياسة أو لعلها شاركتهن في السياسة بعض المشاركة. وكان القوم الشمري والقوم البابلي كلاهما يقدم إلى هيكل تلك المدينة الهدايا، وكان هذا الهيكل مرصداً (لانلل) اله الأرض ولزوجته (ننل). وكل ملك عندما حاز إمرة الديار في حينه، بغض النظر عن دولته، كان يرمم هذا الهيكل القديم وزقورته (إي كور): ونعلم أن (أور ننه) ملك لجش، اعاد هذين البناءين منذ أول فجر سنة ٢٩٠٠ ق. م، كما أن (نرأم سن) و (أور نمو) و (آشور بنيبل) جددوها في أوقات بعد ذلك التاريخ. وعليه أضحت قيود الهيكل والنذور التي قدمت إلى الإله والتي حفرت في (نفر) أدلة نفيسة تفصح عن تاريخ سها بابل. وقد عثرت بعثة جامعة (بنسلفانية) (لنفر) على ما يقارب الثلاثة والعشرين ألف صفيحة من سنة ٢٧٠٠ إلى ٢١٠٠ ق. م وكانت تلك الصفائح محفوظة في خزانة الهيكل.

حفر (و. ن. لفتس) في (نفر) مدة وجيزة سنة ١٨٥٢. ولكننا حصلنا على نحو جميع أنبائنا الخاصة بهذه المدنية مما كشفته البعثة الأميركية التي

<<  <  ج: ص:  >  >>