للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهل الحديث، ويحمل على المعتزلة ويضللهم، ويذكر أحوال الآخرة من جنة وجهنم والنضال

عن سب معاوية قد قام به جماعة من أهل السنة وكتب ابن حجر رسالته المذكورة. وفيها إيضاحات وافية لمتطلب التوسع في هذه المباحث. وكذا في الصواعق بعض المباحث. ولا يهمنا التوسع في موضوعها، إذ الغرض هنا بيان العلاقة لا غير. وله في باب توحيد البارئ عز وجل قول مأثور:

(لا تجري ماهية في مقال. ولا تخطر كيفيته ببال، جل عن الأمثال والأشكال، صفاته قديمه كذاته، ليس بجسم في صفاته، جل أن يشبه بمبتدعاته وان يضاف إلى مخترعاته. ليس كمثله شئ. وهو السميع البصير. لا سمي له في أرضه وسماواته. ولا عديل له في حكمه وإراداته، حرام على العقول أن تمثل الله تعالى. وعلى الأوهام أن تحده. وعلى الظنون أن تقطع، وعلى الضمائر أن تعمق، وعلى النفوس أن تفكر. وعلى الفكر أن تحيط، وعلى العقول أن تتصور. إلا ما وصف به ذاته في كتابه العزيز، أو على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم.) (بهجة الأسرار ص ١٥١) وقال في باب القضاء والقدر:

(لا يخلو أخذك وتركك أن يكون بالله، أو له. فان كان به، فهو يباديك بالعطاء، وان كان له، فأسترزقه بأمره. وأحذر ما فيه الخلق، فمتى كنت معهم استعبدوك، ومتى كنت مع الله عز وجل حفظك، ومتى كنت مع الأسباب فاطلب رزقك من الأرض، وإذا كنت مع التوكل، فان طلبت بهمتك لن يعطيك وان أزلت همتك أعطاك، وإذا كنت واقفاً مع الله عز وجل، صارت الأكوان خالية لك من المواطن، وأنت في القبضة فان، والكون كله فيك ولك.) أهـ عنها ص ١٥٠.

آداب سلوكه:

أن المترجم تولى إرشاد الكرد الجبليين، فجاء إلى هكار، فانتصب للإرشاد في زاويته في لالش (ليلش) حتى تمكن من إدخالهم في طريقته والظاهر أن طريقته هذه لم تؤثر في

<<  <  ج: ص:  >  >>