ومرة يقصد أن يضع من قدرها بقياس منتقص). وقال:(ينبغي أن ينظر أهل الإنصاف ويقفوا على قول الجاحظ والأصم في نصرة العثمانية واجتهادها في القصد إلى فضائل هذا الرجل وتهجينها، فمرة يبطلان معناها ومرة يتوصلان إلى حط قدرها فلينظر في كل باب اعتراضاً فيه. أين بلغت حيلتهما. وما صنعا في احتيالهما في قصصهما وسجعهما. أليس إذا تأملتها علمت أنها ألفاظ ملفقة بلا معنى وأنها عليها شجار وبلاء). وقال:(لا اشك أن الباطل خان أبا عثمان، والخطأ اقعده، والخذلان أصاره إلى الحيرة، فكا علم وعرف حتى قال ما قال). وقال أبو جعفر في قول للجاحظ:(هذا هو الكذب الصراح والتحريف والإدخال في الرواية ما ليس منها). وقال:
(إن أبا عثمان يجر على نفسه ما لا طاقة له به من مطاعن الشيعة). وقال في كلام له:(هذا الكلام وهجر السكران سواء في تقارب المخرج واضطراب المعنى). وقال:(نعجب من مذهب أبي عثمان، أن المعارف ضرورة وأنها تقع طباعاً. وفي قوله بالتولد وحركة الحجر بالطبع حتى رأينا من قوله ما هو اعجب منه، فزعم أنه ربما يكون جهاد علي - ع - وقتله المشركين لا ثواب فيه لأنه فعله طبعاً. وهذا أطرف من قوله في المعرفة وفي التولد). وقال:(لقد أعطي أبو عثمان مقولا وحرم معقولا أن كان يقول هذا على اعتقاد وجد، ولم يذهب به مذهب اللعب والهزل أو على طريق التفاصح والتشادق وإظهار القوة والسلاطة وذلاقة اللسان وحده الخاطر والقوة على جدال الخصوم). قلنا: وقد بلي الجاحظ من أبي جعفر الإسكافي بحجيج ذي مرة وحجج راسية.