للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقالت طائفة عمر بن الخطاب رضه: فسألنا الأمة من أولى الناس بالتقديم، إذا حضرت الصلوة؟ فقالوا أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: يؤم بالقوم أقرأهم، ثم أجمعوا أن الأربعة كانوا أقرأ لكتاب الله تعالى من عمر؛ فسقط عمر. ثم سألنا الأمة: أي هؤلاء الأربعة اقرأ لكتاب الله وافقه لدينه، فاختلفوا، فوقفناهم حتى نعلم، ثم سألناهم: أيهم أولى بالإمامة، فاجمعوا على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الأئمة من قريش. فسقط ابن مسعود وزيد بن ثابت، وبقي الإمام علي بن أبي طالب وابن عباس، فسألنا أيهما أولى بالإمامة: فاجمعوا على أن النبي صلى الله عليه وآله، قال: إذا كان عالمين فقيهين قرشيين، فأكبرهما سناً، وأقدمهما هجرة. فسقط عبد الله

بن العباس، وبقي أمير المؤمنين، علي بن أبي طالب، صلوات الله عليه. فيكون أحق بالإمامة لما أجمعت عليه الأمة، ولدلالة الكتاب والسنة عليه.

هذا آخر رسالة أبي عثمان عمر بن بحر الجاحظ.

فضل الله الزنجاني

كلمة في هذه الرسالة الجاحظية

نحن لا نستغرب مقالة الجاحظ في تفضيل علي - ع - على غيره من الخلفاء الراشدين لأنه كن يصح عليه قول الشاعر: (واقذف بنفسك حيث ترجو الدرهما) على أن الذي يقرأ شيئاً من كتابه العثمانية يظهر له تفضيله وتقدينه إسلام أبي بكر - رض - على إسلام (الإمام علي) - ع - ونقضه فضائل علي - ع - واستهوانه أفعاله للإسلام. وقد قال أبو جعفر الإسكافي المعتزلي فيه وفي مقالاته بكتابه نقض العثمانية. أما القول فممكن والدعوى سهلة سيما على مثل الجاحظ فأنه ليس على لسانه من دينه وعقله رقيب وهو من دعوى الباطل غير بعيد فمعناه نزر وقوله لغو ومطلبه سجع، وكلامه لعب ولهو. يقول الشيء وخلافة، ويحسن القول وضده، ليس له من نفسه واعظ ولا لدعواه حد قائم. وقال: (إن مثل الجاحظ مع فضله وعلمه لا يخفى كذب هذه الدعوى (هي عدم اعتراف علي لنفسه بالتقدم في الإسلام) وفسادها، ولكنه يقول ما يقوله تعصباً وعناداً). وعناه أبو جعفر - على ما ظهر لنا - (ومعتزلي قد نقض في الكلام وابصر في الاختلاف وعرف الشبه وموضع الطعن وضروب التأويل قد التمس الحيل في إبطال مناقبه (أي مناقب علي - ع -) وتأويل مشهور فضائله فمرة يتأولها بما لا يحتمل

<<  <  ج: ص:  >  >>