٤ - العروة الوثقى الوقوف عندما جاء الله تعالى ورسوله (ص) من غير زيادة ولا نقص.
وقد اجمل ذلك بقوله: وما رأيت أحداً من المشايخ الذين يقتدي بهم إلا على هذا السبيل. (البهجة ٢١٥)
كلامه على لسان أهل الحقائق:
للصوفية درر كلمات هي العمدة في السلوك، والمعول عليها في مناهج الحياة، وقد يكون القول الواحد صالحاً لان يسلك المرء بموجبه. وقد قصر هؤلاء حياتهم على النظر في الحكمة من طريق العزلة والانقطاع. ولا يعول على سند صحيح وصل إلينا عنهم أقوى من الحكم التي نطقوا بها، فهو نتائج تجاربهم ومجاهداتهم، وملخص آدابهم، وصفوة طريقتهم. وكل أحد يؤخذ بقوله ويرد إلا الأنبياء (ع). وإليك أيها القارئ اشهر أقوال المترجم على لسان أهل الحقائق:
١ - من سكر بكأس المحبة، لا يصحو إلا بمشاهدة محبوبه، فان السكر ليلة صباحه المشاهدة، كما أن الصدق ثمرها المجاهدة.
٢ - أصول المحبة في ثلاثة أشياء (كذا في القلائد، وفي البهجة أصول الأصول في ثلاثة): الوفاء، والأدب، والمروءة. فالوفاء انفراد القلب بفردانيته والثبات على مشاهدته والمؤانسة بنور أزليته. وأما الأدب، فمراعاة الخطرات، وحفظ الاوقات، والانقطاع عن
المقاطعات. وأما المروءة، فالقيام على الذكر بالصفاء قولا وفعلا، والسر عن الأغيار ظاهراً وباطناً، وحفظ الأوقات لرعاية ما هو آت، واستدراك الأوقات، فإذا وجدت هذه الخصال في العبد، وجد لذة الوصال، وخاف حرقة البين، وهاج في سره نار الاشتياق.
٣ - إذا احكم العبد أساسه في الرضا، وصل إلى درجات المقربين.