للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مسلك ضيق فتوضع على الدكة البيضية فيجتاز لهب الأتون المدخنة فتحرق الجثة وتصيرها رماداً، وكان الدخان يخرج متصاعداً من منفذ في أعلى السطح المعقود بالأجر. ورماد الجثة بعيد عن رماد الحطب، فلا يختلطان، فيرفع الأول ويوضع في قوارير كبيرة بمنزلة مدفن لها، كما ذكر في أمر الخابئتين، فإن لم يدفن الرماد بهذه الصورة يلقى حينئذ في الحفرة السفلى، فيحفظ فيها بمنزلة رفات. وقد أزال النقابون من إحدى تلك المحارق الرماد المتكدس منذ قرون.

الريازة عند الشمريين

ذهب فريق من الأثريين منذ زمن طويل إلى أن العقد والقبة مأخوذان من الرومان. ولكن عثور المنقبين على عقود كاملة البناء من الآجر المسنم في فارة. وتلو، ونفر يقضي على ذلك المذهب قضاءاً مبرماً، إذ أن الغرفة البيضية الشكل المعدة لإحراق الجثث وجدت معقودة بالآجر، ولم تزل آثارها ظاهرة للعيان حتى اليوم في هيكل بسمى. والمكشوفات التي توصل إليها علماء الآثار في بابل وقفتهم على فن هندسة البابليين القدماء، وأنبأتهم بأنهم كانوا مشغوفين ببناء العقود والقباب منذ ستة آلاف سنة كما هو العادة اليوم في بناء الدور والسردايب في العراق وفي سائر ديار الشرق.

لما نقل الحفارة، ما في حفرة المحرقة الأولى ظهر بضع قطع من التماثيل الحجرية

البيض. أما نفس ما وجد في حفرة المحرقة الثانية فرأس تمثال مصنوع من المستماز الأسود، طوله من العنق المقطوعة إلى أعلى الرأس ١٥ سنتمتراً وقد محي وجهه وملامحه بضربة أصابته من آلة قاطعة حادة ذهبت بمحاسنه، بيد أن رأسه المستدير الأصلع كان كاملا، وهذا الرأس يماثل في المادة والشكل والصناعة تماثيل جودياء في تلو (تل هوارة).

خصائص ملوك عصر الآجر المسنم

خلف ملوك عصر الهيكل المشيد بالآجر المنسم، خمسة عشر ملكاً أو اكثر وهم الملوك الذين اتخذوا في عمارتهم الآجر الرقيق المخدد المستطيل. وكان اسم أحدهم بركي، ملك كيش المار ذكره، واغلب أولئك الملوك كانوا يعيدون بناء الهيكل القديم أو يرممونه. وقد شيدوا بعض الغرف على طول الجهة الشمالية

<<  <  ج: ص:  >  >>