للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشرقية من الدكة، وفرشوا أرضها بالآجر المخدد، وأقاموا على سطحها القني والمجاري، ورمموا ظاهر المحرقة.

واشهر الملوك الذين اهتموا بتجديد الهيكل، وعنوا بتشييد مباني أخر كان الملك علم الآجر بثلاثة أخاديد متآزية. ولم يزل اسم ذلك البناء العظيم مجهولا. إذ لم يتيسر لأحد النقابين العثور على عادية تميط اللثام عن وجه هذه المسالة.

ووجد الحفارون بالقرب من الطرف الجنوبي الشرقي من الدكة. مدخل باب غرفة قديم، وبقي منه قطعتان منحوتتان من حجر، لونهما وردي خفيف وفوقهما قائم ثغرة باب. وفي نقرة مدار الباب عضادة من خشب تدار فتتحرك وقد صنع مفصل هذا الباب (نرماذجته) بغاية الإتقان، وصقل وركب في الثغرة ولا اثر للكتابة فيه ويحتمل أنها اندرست لطول عهدها.

شرع سرجون ونرام سن في بناء الهيكل بعد البنائين الأولين، وقاما بترميمه وتوسيعه. يثبت ذلك ثبوتاً بيناً، آجر سرجون الكبير المربع، وذهب نرام سن إلى أن الترميمات التي قام بها هو وسرجون كانت طفيفة جداً، ويكاد يكون لا اثر لتجديد المباني في عصريهما، لأن الملك أور ننجور، استأصل كل ما قاما به من ترميم وتجديد، لما تبوأ عرش الملكة، ويعد آنجور ودنجي من اعظم الملوك همة في تشييد المباني والهياكل، والمعابد في ديار بابل؛ فان الآجر المنسوب إليهما يكاد يرى في معظم أنقاض المباني القديمة. كما أن آجر نبو كدر اصر مبثوث بين بقايا المدن والقصور والعمارات التي قام بتشييدها في عصره.

إن هذين الملكين لما أعادا المباني في أدب لم يتعرضا لتغيير الدكة الواسعة الأطراف بل صانها وأبقياها على حالها الأول على حد ما شيدها البناؤون القدماء غير انهما وسعا ساحة البرج المبنية بالآجر المسنم، توسيعاً كبيراً. فانهما جعلا عرض كل من جوانبها ٢٠ متراً، بعد إن كان ٨ أمتار؛ وقد حافظا على هيئة بناء البرج القديم، فكان جداره الظاهر مشيداً بالآجر؛ أما باطنه فكان باللبن، وسقط بعض الآجر من طبقة البرج العليا في الزاوية الجنوبية، وهذه الآجرات وقفت الأثريين على عدد طبقات البرج ومبلغ ارتفاعه، والآجر

<<  <  ج: ص:  >  >>