للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المكتوب المشيد في وجه الجدار، كشف الغطاء عن أسماء البنائين، وفرق بين عمل الواحد وعمل الأخر وميزها بفروق ظاهرة.

ووجدت قساطل مربعة مصنوعة من الآجر بقرب الزاويتين الواقعتين في الشمال والجنوب، ولا اثر فيها للكتابة وهي مغشاة بالجمر، وقد اتخذت قنيات لجر ماء المطر من أرض طبقة البرج الأولى. ويرى في الزاوية الغربية غرفة صغيرة مكتظة بالقساطل، فعثر فيها النقابون على شقف عديدة من إناء بهيئة زورق.

ولقد محت الطوارئ الطبيعية كالمطر والشمس والرياح آثار مجددي بناء الهيكل ومرمميه في القرون الأخيرة. ولم تترك أثراً شاخصاً يستدل به على أولئك الملوك البنائين. فقد ورد في الرقم المسمارية التي كشفت مع شريعة حمرب، هذا أن الملك بنى الهيكل والمدينة، ولعل المراد بذلك ترميمها أو إعادة بعض المباني فيهما. لان النقابين لم يعثروا في هيكل أدب على صحيفة آجر تؤيد ما ادعاه الملك حمرب، ولعل التنقيبات المقبلة في أنقاض (بسمى) تكشف النقاب وتزيل الاتهام عن هذه المسألة المهمة في نظر الباحثين المحققين.

أما الآجر المنسوب إلى الملك كوريجلزو الذي كشف في أنقاض أخربة أخر فيشير إلى انه أحد بنائي الهيكل. ويظهر أن مدينة أدب فقدت بعدئذ مركزها الديني والأدبي الأول، فأهملها الملوك، ولم يعودوا إلى الاهتمام بأمرها فأصبحت نسياً منسيا، إذ أن الملكين العظيمين: آشور بنيبل ونبو كدراصر كانا من المولعين بإعادة بناء الهياكل القديمة في الجنوب، وذلك لم يكترثا مدينة أدب ولم يلتفتا إلى هيكلها، ولا إلى مقام المعبودة نن هرسج (سيدة رأس الجبل).

لقد أصبحت هذه المدينة بعد أن تخلى عنها الملوك الأشداء، مأوى لبنات آوى، ومسرحاً

للذئاب. ومربضاً لسائر الأوابد بل هجرها أعراب البادية، لأنها أمست قفراً اجر، ولا اثر للماء والحياة فيها.

رزوق عيسى

<<  <  ج: ص:  >  >>