للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول كعب بن مالك الأنصاري:

ساروا أمام المسلمين كأنهم ... طود يقودهم الهزبر المشبل

إذ يهتدون بجعفر ولواؤه ... قدام أولهم ونهم الأول

وكانت راية ربيعه المذكورة (حمراء) قال نصر بن مزاجم (وحدثنا عمرو أبن شمر قال: أقبل الحصين بن المنذر (تقدم ذكره) يومئذ وهو غلام يزحف براية ربيعه - وكانت حمراء - فأعجب علياً - ع - زحفه وثباته فقال:

لمن راية حمراء يخفق ظلها ... إذا قيل: قدمها (حصين) تقدماً؟

ويدنو بها في الصف حتى يديرها ... حمام المنايا تقطر الموت والدما

وقرأت في شهر حزيران سنة (١٩٣١) في كتاب مذكرات المستشرقين بصفحة ٣٤٣ ما صورته: (وبراية بني أمية البيضاء وأعلام بني العباس السود) فعلمت أني مخطئ في قولي ب (٩: ٤٢١) من لغة العرب:

فذا الاحمرار علامة لأمية ... تلك التي هلكت بشر حسام

وسبب اعتقادي أن الحمرة شعار الأمويين قول المبرد (ويروى أن معاوية أبن أبي سفيان لما نصب يزيد لولاية العهد أقعده في قبة حمراء فجعل الناس يسلمون على معاوية ثم يميلون إلى يزيد. . .) وبهذا وهمت إلى ذلك، على أني كنت قرأت في ص ١٠٠ من صناعة الإنشاء لعز الدين علم الدين الشامي سنة (١٩٢٧ - ١٣٤٥) قوله (إن العلم العربي المربع الألوان هو رمز للتاريخ العربي والحضارة ذلك لأن اللون الأبيض يذكرنا بالدولة والحضارة العربية الأموية والأسود بالدولة والحضارة العباسية والأخضر بالدولتين والحضارتين الأندلسية والفاطمية والأحمر بالدول المغربية والهاشمية) فلم ألتفت إلى قوله لخلو كتابه من المسند التاريخي، ولخطأ في قوله، فالصواب أن أقول: (فذا الابيضاض علامة لأمية) والحكمة في مخالفة الألوان هي الدلالة على مخالفة القلوب والتباين في الحروب،

<<  <  ج: ص:  >  >>