للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأتخذ الأمويون بالأندلس البياض مخالفة للعباسيين، وكان في كل أمورهم حتى في الحزن على الميت وقد أستسن الأندلسيون ذلك من عهد الأمويين وفي ذلك يقول أبو الحسن علي بن عبد الغني الفهري الحصري المعروف بالقيرواني المتوفى سنة (٤٨٤) بطنجة.

إذا كان البياض لباس حزن ... بأندلس وذاك من الصواب

ألم ترني لبست بياض شيبي ... لأني قد حزنت على شبابي

ولمخالفة السواد والبياض أتخذ المأمون الخضرة شعاراً عند مبايعته الإمام علي أبن موسى الرضا - ع - بولاية عهده وقيل: بل لأنه لباس أهل الجنة فلم تطل أيامه حتى سمه العباسيون بائتمارهم أو بأمر المأمون نفسه وقد اتفقت في الشعار هذا مخالفته غيره ومشابهته للباس أهل الجنة، ولعلهم استدلوا على ذلك بقوله تعالى في سورة الإنسان (وجزاهم بما صبروا جنة وحريراً. . . عليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شراباً طهورا) وبقوله - جل من قائل - في سورة الرحمن (متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان) وقوله تعالى في سورة الكهف (أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثياباً خضراً من سندس وإستبرق متكئين فيها على الأرائك. . .) وفي الحديث النبوي (إن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تعلق من ثمار الجنة) وفي رواية (من ثمر) فالخضرة عمت من في الجنة حتى ما فيها من الطيور - على ما ذكروه -.

أما خضرة العلائم لأكثر العلويين الفاطميين فليست من الكتاب ولا من السنة ولا معروفة لهم من القديم وإنما حدثت في مصر سنة (٧٧٣) أحدثها الملك الأشرف شعبان من دولة الأتراك. وخضرة العمائم أحدثها السيد محمد الشريف المتولي، باشا مصر، سنة (١٠٠٤) وذلك لما دار بكسوة الكعبة والمقام وأمر الأشراف أن يمشوا أمامه وكل واحد منهم على رأسه عمامة خضراء وإنما

<<  <  ج: ص:  >  >>