للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اختيرت العلامة الخضراء للأشراف لأن الأسود شعار بني العباس والأصفر شعار اليهود والأزرق شعار النصارى والأحمر مختلف فيه فقال في ذلك جابر بن عبد الله الأندلسي الأعمى صاحب شرح الألفية:

جعلوا لأبناء الرسول علامة ... إن العلامة شأن من لم يشهر

نور النبوة في وسيم وجوههم ... يغني الشريف عن الطراز الأخضر

وقال الأديب شمس الدين محمد بن إبراهيم الدمشقي:

أطراف تيجان أتت من سندس ... خضر بأعلام على الأشراف؟

والأشرف السلطان خصهم بها ... شرفاً ليعرفهم من الأطراف

ولما أستحوذ العباسيون على الخلافة واستبدوا بها دون العلويين وأخذوا يقتلون بعضهم ويسجنون بعضاً، ثأر أهل الحفاظ منهم وذوو العزة والشمم الباذخ فاتخذوا البياض شعارهم في كل قطر ومصر وبلد تمكنوا منه ولذلك سموا (المبيضة) وفي القاموس: (والمبيضة كمحدثة فرقة من الثنوية لتبييضهم ثيابهم مخالفة للمسودة من العباسيين) وهذا غلط محض فأن كانت السياسة الشوهاء ارتكبته فلا يجوز للعلم أن يتحمل خطأها معها وإلاَّ فمتى كان أبناء رسول الله - ص - حملة السنة ومعدن الإسلام (ثنوية)؟ قال المبرد (وقال عبد الله (بن أبي عيينة) لعلي (الخارصي) بن محمد (الديباج لحسنه ويلقب المأمون) بن جعفر (الصادق) بن محمد (الباقر) بن علي (زين العابدين) بن الحسين (الشهيد) بن علي (المرتضى) بن أبي طالب (شيخ الأبطح) وكان دعاه إلى نصرته حين ظهرت المبيضة فلم يجبه فتوعده، فقال عبد الله:

أعلي إنك جاهل مغرور ... لا ظلمة لك لا ولا لك نور

<<  <  ج: ص:  >  >>