التل الشمالي، ويبتدئ تاريخ هذا المعبد منذ زمن (أور باو) الفاتشي في (لجش) في أثناء مملكة (أكد)(٢٧٠٠ ق. م). ووقع المنقبون الأهلون الذين حفروا في غياب (دي سارزيك) في تل خزانة كتب الهيكل بالقرب من (جرسو) وفي الجنوب الشرقي منه على ما يقارب ال ٣٥. ٠٠٠ صفيحة مشوية من عهد (انتمنا)(٢٨٠٠ ق. م) وبعده.
وقد أمست (لجش) من أنفع مواضع (شمر) و (أكد) ومن أكثرها نتاجاً. ولم يستخرج (دي
سارزيك) عدداً كثيراً من تماثيل المستماز الكبيرة للفاتشين (القضاة الكهنة) القدماء فحسب، بل وقع على نصب النسور الشهير، الذي أقامه (ايناتم) في نحو أوائل القرن التاسع والعشرين ق. م، كعلامة فارقه بين تخوم (لجش) وتخوم (أما)(راجع أيضاً ما يخص (أما). وكذلك عثر (دي سارزيك) على أخبار أعمال (جودياء) الجليلة: المدونة بالخط المسماري على مواشير من صلصال مشوي. وكان معظم (الفاتشين) في لجش (رجالاً مهرة، مع أنهم لم يحوزوا على سيادة سهل شنعار بأجمعه، اللهم إلا واحداً منهم. وقيل أن (ايناتم) قهر (كيش) و (أكشك)(أوفس) و (ماير)، و (أيناتم) وأيناتم هو الذي حفر قناة ليفصل أراضي (لجش) عن أراضي (أما)، كما أنه أقام نصب النسور، ذيالك الحجر الفاصل بين تخوم المملكتين. على أن هذه الانتصارات لم تدم طويلاً وأن كانت الرواية عنها صحيحة. ويتضح أن أبن أخيه المسمى (انتمنا) كان ذا مساع جليلة. إذ رأى أن (لجش) لن تنجح ولن يتمهد لها سبيل الرخاء ما دامت تعتمد في ريها على إحسان جار طموح ثابت العزم. وعليه صمم على أن يجلب الماء إلى مدينته من دجلة بدلاً من الفرات. ولهذا الفاتشي فضل على العراق لسديد رأيه ولإنشاء (شط الحي) فيه، وعقب (انتمنا) أربعة من الفاتشين. ثم قام رجل أسمه (أركاجنة) ويظهر أنه أتخذ لنفسه لقب ملك، ولكن يبين من سوء حظه أنه مال إلى البناء، وتقويم الحالة الاجتماعية أكثر مما مال إلى الحرب. وبينما هو في حين غرة من أمره إذا (لجل زجسي) ورجاله هجموا ذات يوم على