للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنه أخضعها في نحو ذلك الزمن.

ولا يعرف من أخبار (اكشك) في أواخر عصرها سوى أنباء قليلة، إلاَّ أن (استرابون) ومؤلفين آخرين ذكروها في كتبهم، وكانت (اكشك) قائمة بين (بابل) و (آشورية). وكان موقعها هذا حرجاً من وجهة موطنها، ويقتضي أنه طرأ عليها كثير من التقلبات لما قام بين آشورية وبابل من الحروب الطويلة طلب كل منهما لسيادة القطر.

وقد ظفر (كورش) العظيم بجيش (بلشصر) بن (نبونيد) في (اوفس) سنة ٥٣٩ ق. م. فتم بذلك ما أنذرته اليد الكاتبة على الجدار (دانيال ٥: ٥) ومر (زينفون) بهذه المدينة لما تقهقر بعد محاربة (كناسة) ووفاة (كورش) الأصغر (٤٠٠ ق. م).

من قلعة شرقاط:

آشور (قلعة شرقاط أي شهر قرد)

هي على أربعة أميال بالسيارة من قلعة شرقاط

ذاعت شهرة آشور وعرفت بأول قصبة لمملكة آشورية، ولكن يرجع تاريخ المدينة إلى فجر عصر شمر. إذ أنه اكتشف هنالك عدد غير قليل من التماثيل من زمن (أور ننة) الفاتشي في لجش (٢٩٠٠ ق. م). ولا جرم أن مدن آشورية بناها (آشور) بن (سام) الذي هاجر من سهل شنعار في أثناء حكم قريبه (نمرود) وذلك على ما ورد في التوراة (سفر الخلق ١: ١٠).

وكانت (آشور) قائمة على حيد من حيود جبل حمرين، وفي سفحه بحيرة نشأت من خزن مياه دجلة هنالك. فتألقت في أيام عزها أيما تألق. ولو وقفت فوق الزقورة (إي خر سجكركرة) أي (الجبل الأكبر، ودار البلاد جميعها) لتمكنت من قنفاء رسم البلدة وحوض البحيرة، وكتل الصخر المبعثرة بين أطلال الشوارع والبيوت، وفي أطراف الهياكل والمحصنات والمسنيات، تذكر الزائر أنه ترك سهل شنعار، وتريه أن الآشوريين كانت لديهم مواد غير اللبن لإقامة أبنيتهم.

وقد فحص (السر هنري لايرد) هذا الموطن سنة ١٨٤٦، كما أن (رسام)

<<  <  ج: ص:  >  >>