للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قهر (تغلث فلاشر) الأول (١١٠٠ إلى ١٠٦٠ ق. م) بابل مرة أخرى، وكان ذلك الملك محراباً جليلاً. وقد زحف في البلاد حتى وصل إلى سواحل بحر الروم وجدد آشور وأعادها إلى سابق مجدها واتخذها مقراً لمملكته، ووقع (رسام) في اسفل الزقورة على اسطوانات مخطوط عليها اسم هذا الملك بالخط المسماري ولكن لما توفي (تغلث فلاشر) أذعنت آشورية وبابل لبطش الارميين الذين استفحل آمرهم، ولم ترد إلاَّ أخبار قليلة من مصير آشورية بعد ذلك الوقت حتى بان اسمها حيناً آخر في القرن التاسع ق. م.

ومن ضمن المخطوطات اللطاف العداد التي اكتشفت في آشور، نسخة فيها اسم (امرأة القصر)، (سموراماة)، وتظهر أنها كانت امرأة جليلة القدر، ذات صولة نافذة، ولعلها الصورة الأصلية لروايات اليونان الخيالية المتعلقة ب (سمير أمس) الفتانة القديرة، المرأة التي أسست بابل وأثبتت نفسها سيدة العالم المتمدن.

وعثر الألمان في آشور على لحود غير قليلة من ملوك آشورية. وكانت نواويسهم المتخذة من الصخر الضخم، موضوعة في سراديب مبنية بالآجر تحت أرض القصر.

حضرة (الحضر)

تبعد عن قلعة شرقاط بنحو خمسة وعشرين ميلاً وهي في شمال غربيها، ويصعب الوقوف عليها

من الواضح أن أخبار (حضرة) الأول لا تزال مجهولة. ولعل (حضرة) كانت في الصحراء بلدة مألوفة في أيام مملكة آشور وبعدها. ولكن لما ظهر الفرثيون اتخذوها حصناً لهم لحماية التخوم الغربية من غزوات الرومانيين، فحفروا حواليها خندقاً، وأداروا عليها سوراً منيعاً محصناً ثخين البناء، وتصفح المباني العامة هنالك عن إحكام بناء، ومتانة إتقان، ولكنها لا تنطق ببهاء ما، كما انه لا يرى فيها أي زخرف سوى طائفة بديعة من طيور منحوتة وعنقاوات وثيران برؤوس بشرية تألقت بها الجدران في إحدى الردهات، وربما كانت تلك الردهة القصر نفسه، وتؤثر هذه الآخرية تأثيراً عجيباً في من يزورها، مع أنها منفردة

<<  <  ج: ص:  >  >>