للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأقرب درجة. ولكن العلم ينتقل غير مراع هذين الشرطين في القرابة. لذا نرى الإوزيين في تحقيق تراجم الأشخاص وتدوينها، يلاحظون أدنى صلة نسبية لانتقال الإرث العلمي. ومع هذا قد

أوضحت المجمل وفصلت المبهم فبينت أن نظمي أبن بنت عهدي، وهذا صار رأس بيت قائم بنفسه. قلت: (وبعد ذلك يسدل الستار عن أولاد شمسي وأحفاده وسائر أقاربه، ويظهر للوجود نظمي وهو أبن بنت عهدي والوارث لآداب أجداده لأمه) (٨: ١٨٧).

وأما اتصال مرتضى أفندي بنظمي، فيؤيده كلشن خلفاء، وكل مؤلفات مرتضى، كما أن ارتباط عبد الله أفندي بمرتضى أفندي ثابت بتاريخ (نزهة المشتاق) وبما قصه كل من الأستاذين نعمان أفندي الآلوسي ومحمود شكري أفندي الآلوسي، فانهما أوضحا الصلة التي بينهما. وقد بسطت الأدلة اللازمة عن العلاقات بقدر ما وصل إليه تحقيقي حتى أني نوهت بالختم الموقع في كلشن شعراء وذكرت أنه لمرتضى أفندي.

فللتشكيك حد والناس حرصاء على الاحتفاظ بأنسابهم، إلاَّ في مواطن لا تخلو من شائبة. أفهذا من نوعها؟

وعلى كل حال يقبل أن يأتي بما لديه من الوثائق أن كان عنده شيء من ذلك. فالنصوص التي أوردتها لا تبعد عن مرتضى، كما أن صاحب النزهة معاصر أو قريب العهد بعبد الله أفندي. والقاعدة المرعية في هذا هي: (إن كنت ناقلاً فالصحة) فلم يتعرض الناقد لهدم دليل مع أن الحق يقضي بمقارعة الحجة بالحجة، فكان الواجب عليه أن ينسب مرتضى لنظمي آخر ويحقق وجود ذلك، أو يلحق عبد الله أفندي بغير مرتضى المبحوث عنه، ويبرهن على صحة ما عول عليه.

أما قوله: (هذا ما وصلنا) فلا يبرر أن نسكت عن النقد والتمحيص وترجيح النصوص. فما وصله من الوثائق متأخر وخال عن السند. ومصدري قديم وثابت في زمن لم يزاحمه فيه نص ولم يعارضه دليل، ولذا وجهت النقد.

٢ - مرتضى أفندي أكبر مؤرخ عراقي:

أني أوضحت أعمال هذا الرجل التاريخية، وطبعاً يقدر المرء بقيمة مؤلفاته

<<  <  ج: ص:  >  >>