للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد أنعمت النظر في نفس المؤلفات ولم أراجع في الأغلب ما قيل عنها بلا بينة ولا فكرت بدماغ غيري، بحيث إذا وجدت نقلاً نطقت، وأن لم أجد سكت فعندي مؤلفات

الرجل خير ترجمة له. وهذه تصلح لأن تكون مخصصاً لمكانته ودرجة علمه. وهي من اثمن النصوص التاريخية.

وهنا اسأل حضرة الفاضل: قد مضى ما يزيد على مائتي سنة على تاريخه وسائر مؤلفاته؛ فهل رأى مثله في عظمته خلال هذه المدة، وهل وجد أكبر منه أو هل وجد مؤرخاً عراقياً بلغ درجته منذ ستمائة سنة إلى اليوم؟

أن هذا المؤرخ لم يكتف بوقائع العثمانيين في عصره كما يقول الفاضل، وإنما أرخ بغداد من حين بنائها إلى زمنه وذكر أولياءها ووقائع القطر التاريخية الاخرى، واكمل سيرة الرسول (ص) وقد بينت جميع مؤلفاته، وهي تثبت ما نفاه. وأن أكثر من كتب في التاريخ عالة عليه، فلقد قدم لهم ثروة تاريخية لا يزالون يتقلبون في نعيمها. ومن راجع ما ذكرته من مؤلفاته يظهر له صحة ما قلته. وأن غمط حق هذا المؤرخ لا ينقص من قيمته وفضله.

بلغ المؤرخ جهده وبذل وسعه ولم يتصد أحد للآن من هدم أقواله في حين أنه من الميسور هدم أقوال غيره لأول حملة. فهو أكبر مؤرخ عراقي بحق وصدق ولم ينازعه من أيامه إلى اليوم منازع.

٣ - ما كتب وما كتبت:

من طالع ما كتبه الفاضل قبل هذا عن كلشن خلفاء وجده مقصوراً على وصف الكتاب المعروف والمطبوع قبل أكثر من مائتي سنة، وعلى ما يمكن استنتاجه منه أو ما قيل عنه بطريق الاستدلال، ولم يبد بياناته عن أسرة المؤلف ومبدأها، ومكانتها العلمية والأدبية، بل لم يستقص مؤلفات الرجل، ولا عرف بشيء عنها وليس له وقوف عليها جميعها، فكانت المحاولات - كما قلت - لم تتعد الحدس والتخمين. وقد أشير إلى مقالة أيضاً لتسهل المقابلة.

قصدت التعريف بالأسرة، وتاريخها، وعلاقتها ببيوت أخرى علمية، وأدبية وعرفت بمعاصريهم بقدر ما رأيته لازماً، ولم يقتصر البحث على تصحيح

<<  <  ج: ص:  >  >>