للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنشأ قريباً من مدرسة الشرابي (شرف الدين إقبال) التي بشرقي واسط رباطاً آخر على شاطئ دجلة وتربة يدفن فيها ووقف عليها وقوفاً سنية وكان قد تجاوز السبعين من عمره).

وكانت في لواء ديالى قرية اسمها (بيات) وموضعها في الجنوب الشرقي من البندنيجين (مندلي) ذكرها المستوصفي في رحلته وذكر أن النهر الذي يجتاز منها بعد أن ينبع من الجبال تغور مياهه في السهل قبل وصولها دجلة. وأكثر البيات اليوم بين كفري وطاووق (دقوقا) وكثير من أهل طاووق وقراتبة ومندلي من البيات ومنهم بيوت ببغداد وبدلتاوة وغيرهما.

وقد شاع بين الناس من الخرافات المدغمة في الحقائق أنهم إنما سموا البيات لأن جماعة منهم باتوا بماشيتهم بعد ارتيادهم مرتعاً وجاء القبيلة - وهي بمرابعها - غزو مفاجئ

فأهلكهم قاطبة ولم يبق من القبيلة سوى أولئك المنتجعين البائتين فسموا بياتاً، ولا شك في أنهم من قبائل التركمان فكلامهم التركية وأشكالهم من الجنس الأصفر ومنهم من تمذهب بالعلي اللاهية ومن أنتقل منها إلى الإمامية الاثنا عشرية لأنها تفضل عليا - ع - على كل الصحابة الأبرار وللخلاط شأن في ذلك.

خراب واسط

انتهى تحقيق الصديق الفاضل المحقق يعقوب أفندي نعوم سركيس في جريان دجلة من جهة واسط إلى سنة (٩٦١) هـ كما في (٩: ٦) من لغة العرب، فنقول أن (واسط) دخلت سنة (٩٤١) هـ بحكم السلطان سليمان وذلك أنه عزم على غزو بلاد العجم فأرسل قبل سفره الوزير إبراهيم باشا بعسكر عظيم وكان ذلك بعد ليلتين من شهر ربيع الأول سنة (٩٤١) ووصل إلى حلب وشتى بها هو ومن معه من العسكر وبرز عقبه الاوطاق السلطاني السليماني إلى أسكودار آخر ذي القعدة من السنة المذكورة وأستمر على السير لقمع طوائف الرافضة حتى وصل إلى (ميلاق أوجان) قرب تبريز وجاء إلى تبريز وجاء إلى استقباله إبراهيم باشا بمن معه من العسكر وتوجها جميعاً للحرب فلما وصل الركاب السلطان إلى قصبة (أبهر)

<<  <  ج: ص:  >  >>