هرب من طائفة القزلباش محمد خان ذو الفقار والتجأ إلى السلطان سليمان فحصل له التشريف والأنعام، ثم استولى البرد القارس على الجيش ونزل الثلج الكثيف وهرب الجيش العجمي ولم يقابل فلزم التوجه إلى بغداد، فلما سمع وصول العسكر السلطاني حافظ بغداد لقزلباش محمد خان، هرب وترك بغداد ومن بها من الرعية فجاءوا بمفاتيحها إلى الاوطاق السلطاني فنزل بغداد بعسكره وصارت من مضافات الممالك العثمانية وكذلك ما حولها من البلاد والبقاع والحصون والقلاع، وكذلك المشعشع والجزائر وواسط وأمر السلطان بتحصين قلعة بغداد (القعلة اليوم) وحفظها.
وقال السيد نعمة الله الجزائري كما في ص ١٢٩ من زهر الربيع (ذكر صاحب القاموس أن كسكر قصبة واسط كانت تزرع فيها الأقلام، وأقلامها حسنة جداً وينقلها التجار والمترددون إلى أقطار العالم وأطراف البلاد وكان خراجها ذلك الوقت اثني عشر ألف ألف مثقال من الذهب فيكون اثني عشر لكاً من الدنانير، يقول مؤلف الكتاب عفي عنه: واسط محسوبة من بلادنا - أعني الجزيرة - وقبل خروجنا منها كنا نكتب في أقلامها وهذه
الأعوام ذهبت منها الأقلام لفقد أهلها وعامريها وصارت الأقلام منحصرة في بلدة تستر - حرسها الله تعالى من آفات الزمان - ونحن الآن من قاطنيها) وقال في ص ٣١٩: (لما صارت الواقعة العظمى بين أهل بلادنا وهي الجزيرة وبين جنود السلطان محمد (أي محمد الرابع ١٠٥٨ - ١٠٩٩هـ) خرجنا منها وتوطنا البلدة المحروسة شوشتر لكن يف كل سنة يطلبنا سلطان الجزيرة لأنه كان من أهل العلم والأدب) وكان قد قال في ص ٥١ عن رجل صاد سباعاً وهو مجيد للرمي (وهو من أهل بلادنا