للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العروس (في بلاد عجفاء) خطأ ظاهر. ولا نظنه من المؤلف نفسه بل من الناسخ أو من الطابع، إذ وجدنا في هذا الديوان من أغلاط الطبع شيئاً هائلاً.

وقول القاموس: (وغنم حمراء الكلى) بمعنى مهازيل غلط من الناسخ فأنه نقل (ألف) (أ) لكلى إلى ما قبلها أي إلى الراء فصير (حمر الكلى: حمراء الكلى). أما إذا كانت جميع النسخ الخطية متفقة على إيراد (حمرآء الكلى)، فلا جرم أن الغلط من المؤلف إذ لا يجوز

ذلك بل يقال: حمر الكلى، ومن العجيب أن القاموس طبع مراراً، ونقد دفعات ولم نجد أحداً نبه على الوهم الواضح. أما معزى اللغويين: أي أصحاب (محيط المحيط وأقرب الموارد والبستان) فليست بحجج. وأما بهم اللغويين (أي أصحاب معجم الطالب والمنجد والمعتمد) فأضل من معزاهم. فأنظر بعد هذا كيف يجب أن يكون اللغوي ضليعاً لكي يقول كلمته الصحيحة الصادقة في لغتنا.

وما نقلتموه من عبارة مختار الصحاح وهي (الملبسة حجارة سوداء) فصريح أنه من خطأ الناسخ، أو لا أقل من أن يكون من خطأ الطبع، لأن المؤلف نفسه يقول في مادة ح ر ر: (الحرة: أرض ذات حجارة سود نخرة كأنها أحرقت بالنار) ولم يقل حجارة سوداء. أما الذي استزل الناسخ أو الطابع في الكلام الأول فهو أصل العبارة إذ هو: (الملبسة حجارة سوداً بنصب الدال. فقرأها المسكين (سودآء) أي بالمد. فبعد هذا البسط (صرح الحق عن محضه).

تحذيف الشابورتين

س. برلين (ألمانية) قرأت في مجموعة الرسائل المسماة: (ثلاث رسائل لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ المتوفى سنة ٢٥٥هـ) التي سعى بنشرها يوشع فنكل وطبعها في القاهرة سنة ١٣٤٤ في المطبعة السلفية في ص ٤٢ ما هذا نصه: (يتوهم الواحد منهم إذا عرض جبته، وطول ذيله، وعقص على خده صدغه وتحذف الشابورتين على وجهه أنه المتبوع ليس التابع والمليك فوق المالك. . .) فما معنى (تحذف الشابورتين؟ - إذ الظاهر أن ناشر تلك الرسائل لم يفهم معناها بدليل قوله في الحاشية: (كذا الأصل) ثم نقرت في دواوين اللغة على معنى اللفظتين فلم أوفق للعثور على معناهما. فهل لكم إلى أن ترشدوني إليهما؟

<<  <  ج: ص:  >  >>