للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ج. كل من يتولى نشر كتاب من مصنفات الأقدمين ولا يكون واقفاً على أسرار اللغة وألفاظها يشوه ذلك الكتاب كل التشويه. ويوشع فنكل هذا مسخ هذا الأثر الجليل للجاحظ إذ أظهر أنه غير مضطلع بأوضاع الأقدمين فجاءت تلك الرسائل مشحونة أغلاطاً شوهت محاسنها. ومن الجملة ما جاء في العبارة التي أشرتم إليها. إذ صحيح روايتها: (وحذف (بتشديد الذال المعجمة) الشابورتين. ومعنى (حذف تحذيفاً) معروف. يقال: حذف شعره: طرره وسواه وهو أن يأخذ من نواحيه حتى يستوي فتحسن صورة الرجل بهذا الصنع. أما

الشابورتان فمثنى الشابورة التي لم يذكر معناها أحد من اللغويين من أقدمين ومعاصرين وعرب ومستشرقين. والذي عندنا أنها من الأرمية (شافيروتا) ومعناها: حسن وجمال وظرافة وهي ضرب من قص الشعر على هيئة الرقم ٧ العربي تسيل فيها القصة على وسط الحاجب. ولما كان للإنسان حاجبان كان من المحتوم أن يتخذ لنفسه شابورتين، ثم وحدها بعضهم وجعلها واحدة تسيل بين الحاجبين وأكثر ما كان يتخذها كبار الرجال في عهد العباسيين. وقد ذكر الشابورة أبو الفداء في تقويم البلدان في كلامه على البحار (ص ١٩ من الطبعة الباريسية): (ولأصحاب جفرافيا اصطلاح في تعريف البحور فيقولون: يمتد كالقوارة وكالشابورة وكالطيلسان ونحو ذلك. وقد صورنا ذلك وكتبنا الأسماء التي أصطلح عليها أهل الصناعة، وهي هذه. . .) أهـ. وقد صور الشابورة هنا بصورة الرقم العربي ٧ صورة كبيرة. والطيلسان بصورة خابئة واسعة الأسفل عريضته. والقوارة بصورة تنور مقلوب الأسفل إلى فوق. ومن أراد التحقق فليرجع إلى الأصل الذي أشرنا إليه.

هذا ما نعلمه، ومن يعرف غير ما ذكرناه فليتفضل به علينا ونشكره سلفاً.

البانكة

بغداد. ب. م. م قبل الاحتلال الإنكليزي للعراق كان الوطنيون يتخذون للترويج في أيام الصيف مروحة كبيرة يعلقونها بسقف البيت وفي وسطها حلقة يعقد بها حبل تجر به ذهاباً وإياباً فيسير الهواء في المكان ويتجدد على الدوام، ويسمونها (البانكة فبأي لغة هذه الكلمة. وهل عرفها السلف في العراق. وما كانوا يسمونها؟

<<  <  ج: ص:  >  >>