للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ج. البانكة كلمة فارسية الأصل محرفة عن (بادفر) بمعناها. وكان العراقيون يتخذونها في جميع مدن العراق وكانوا يسمونها باد كار ويجمعونها على باذ كارات. قال محمد بن حازم الباهلي في (عمر كسكر) (معجم البلدان لياقوت الحموي ٣: ٧٢٥).

بعمر كسكر طلب اللهو واللعب ... والباذ كارات والأدوار والنخب

وقد جاءت الكلمة مصحفة في طبعة الإفرنج المذكورة بصورة باز كارات، وهو خطأ ظاهر. ويقال فيها أيضاً باد كارات بالدال المهملة. وهي من بادكر أو بادكرد الفارسية. - ومن أسمائها بالفارسية بادسوار، وخشت باد - وسماها الحريري مروحة الخيش هرباً من اتخاذ كلمة فارسية لم يستسغها. والغز فيها قائلا: (في المقامة النجرانية في ص ٤٧٤ من

طبعة الإفرنج):

وجارية في سيرها مشمعلة ... ولكن على أثر المسير قفولها

لها سائق من جنسها يستحثها ... على أنه في الاحتثاث رسيلها

ترى في أوان القيظ تنطف بالندى ... ويبدو إذا ولى المصيف قحولها

قال الشريشي في تفسيرها: الخيش ثوب من الكتان غليظ. وهذه المروحة تستعمل في بلاد العراق تكون شبه الشراع للسفينة وتعلق من سقف البيت ويشد فيها حبل يدبر بها مشيها وتبل بالماء وترش بماء الورد، فإذا أراد الرجل في القائلة أو الليل أن ينام، جذبها بحبلها فتذهب بطول البيت وتجيء، فيهب على الرجل منها نسيم طيب الريح بارد فيذهب عنه أذى الحر ويستطيب به النوم، وهي فوقه ذاهبة جائية ولذلك سماها (جارية) لجريها كما أرسلت في سيرها مشمعلة أي مسرعة.

وللسري الموصلي في وصفها وصفاً شعرياً:

وخيش كما أنجزت ذيول غلائل ... مصندلة تختال فيها الكواعب

وقد اطلعت الشمائل وانثنت ... مقيدة عن جانبيها الجوانب

فقد سماها (خيشاً) كما رأيت فاستغنى بها عن المضاف. وقال أيضاً:

قد ضربت خيمة الغمام لنا ... ورش خيش النسيم بالمطر

<<  <  ج: ص:  >  >>