للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وباشر (بوتا) وكيل القنصل الفرنسي في الموصل في التنقيب في (خرساباد) سنة ١٨٤٣، وواصل (بلاس) الحفر بعده. وكشفت الغرفة بعد الأخرى، فظهر أن جميع جدرانها مزينة بالهيصمي المحفور، ودلت دلالة عجيبة على العادات العسكرية في الجيش الآشوري ل (سرجون) الثاني وأعمالهم المخيفة. وأغتصب هذا الملك العرش من (شلمن أصر) الثاني في أثناء ثورة فاز بها المتمردون، وكان (شلمن أصر) آنئذ مشتغلا بمحاصرة مدينة (السامرة). ولما فتح تلك المدينة سنة ٧٢٢ ق. م. أسر الإسرائيليين وأعتقلهم في عدة بلدان في آشورية، وأحل محلهم في (السامرة) والأراضي المجاورة لها أناساً غرباء من (كوثى) وغيرها (٢ سفر الملوك ١٧، ٢٤ إلى ٣٠). (راجع أيضاً ما يخص كوثى).

ويتضح أن (سرجون) الثاني آثر أن يبني له عاصمة جديدة على أن يتخذ مدينة سلفه مقراً له، ويظهر أنه أتخذ اسمه من (سرجون) الأول الذي عرف بهذه الخصلة (راجع ما يخص أكد).

وفرض (سرجون) الثاني على جميع مدن مملكته أن يمدوه بمواد بناء وبعملة بمثابة جزية حتى يقيم قصره بكل بهاء يليق بعظمته وجلالته. ولما خرب القصر احترقت جميع المحفورات التي كانت داخل الغرف حين سقط عليها السقف الملتهب، فلم يستصوب نقل أية محفورة كانت، هذا أمر يؤسف له. وأما المحفورات التي خارج الجدران فحملت إلى

(اللفر). وهناك رسوم كثيرة نفيسة جداً، تري حالات الآشوريين في الحرب والولائم والقنص والدين، ولولا الرسام (فلاندن) الفرنسي الذي نقلها، لفقدت برمتها. ويتضح أن الآشوريين كانوا كثيري الولع بالحرب. وقد أتقنوا فنونها أتقانا بارعاً، ولا سيما أنهم تعلموا من الحثيين اتخاذ الحديد. وقيل أنه عثر في غرفة واحدة في (خرساباد) على مائتي طن أسلحة حديد.

اربلا (اربل)

تبعد عن الموصل بالسيارة نحو ثلاثين ميلا

هذه المدينة هي الوحيدة من مدن آشورية التي لا تزال آهلة وتعرف باسمها

<<  <  ج: ص:  >  >>