للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الملوك ١٦: ٧ إلى ٨) فحمل ملك آشورية على سورية ومر بعض الإسرائيليين. ولما نقب في القصر الفخم ل (تغلث فلاشر) في نمرود، أصيب عدد غير قليل من صور هذه الحملات، ويعرف ذلك البناء بالقصر الجنوبي الغربي، وتتضمن تلك الرسوم سسكش من تلك الكبوش التي كان يتخذها الآشوريون لهم جدران للبر فأبلوا بها أيما بلاء.

ولكن إسرائيل لم يبق خاضعاً لآشورية مدة طويلة، بل أتفق ملك إسرائيل عند وفاة (تغلث فلاشر) مع مصر لكي يخلعا عن عاتقهما نير الآشوريين، فحلا إذ ذاك (شلمن أصر) الرابع ملك آشورية، مدينة (السامرة) (سنة ق. م) فقاومته ثلاث سنوات، ولكن بالتالي فتحها (سرجون) وهو الملك الذي أغتصب عرش آشورية من ملكها في إحدى ثوراتها.

ونقل سرجون مقره إلى (دور شروكين) (مدينة سرجون) لتوؤه العرش. و (دور شروكين) مدينة جديدة بناها على عشر أميال عن نينوى وفي شمال شرقيها.

دور شروكين (خرساباد)

هي على بعد خمسة عشر ميلا بالسيارة من الموصل

يقع تل (خرساباد) المرتفع في ضفة (خوسر) اليمنى و (خوسر) هو النهر الجاري بين تلي نينوى الرئيسين، ورابية (خرساباد) تمثل مثولا صادقاً العادة التي أتخذها الآشوريون لتشييد قصورهم وهياكلهم فوق مسطبة يبلغ ارتفاعها نحو ثلاثين أو أربعين قدماً عن مستوى البلدة. وقد بنيت مسطبة القصر في خرساباد من اللبن، وغشيت جميع أطرافها بكتل صخر محكمة القطع (مخدومة) وكانت المسطبة على شكل مهراس (أي آ) مرتفع، وبعضها داخل سور المدينة، والبعض الآخر خارج عنه. ولا ريب في أن باب القصر ذا المنافذ الثلاثة كان جميل المنظر مهيباً. إذ كان يرى في جانبيه ثيران فخمة ضخمة مزخرفة بالزليج وهي قائمة أمام الدرج المؤدي من البلدة إلى مسطبة القصر التي هي فوقها.

<<  <  ج: ص:  >  >>