للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفسها وقذفت، فكرر عليها ثلاثة أيام، ثم قال لها: تنكهي في وجه من أخبرك بذلك واستخبريه هل زال. والثالث أنها أشرفت على التلف من

فواق شديد كان يسمع من خارج الحجرة، فأمر الخدم باصعاد خوابئ إلى سطح الصحن وتصفيفها حوله على الشفير، وملئها ماء، وجلوس خادم خلف كل جب (كذا. لعلها حب) حتى إذا صفق بيده على الأخرى دفعوها دفعة في وسط الدار. ففعلوا وارتفع لذلك صوت شديد أرعبها فوثبت وزايلها الفواق.

(من ص ٥٩)

إن (الجبل) المشهور الذي ينتحل اسمه لغيره فأنه (كذا. ونظنه من زوائد النساخ) كان فصاً من ياقوت أحمر على أقصى النهاية في النقاء. ذكر إبراهيم بن المهدي أنه اشتري لأبيه بثلاثمائة ألف دينار، وكانت أكياسها نضد بعضها على بعض كالجبل، وأنه وهبه للهادي. ووهب الرشيد الخاتم المعروف (بإسمعيل) (لعله بالإسماعيلي) من زمردة لم ير مثلها اسماً (كذا. ولعلها ماءة) وفيها ثقبة، وطلب لها سنين ما يشابهها ليسد تلك الثقبة به حتى وجده بعد حين، وعمل له ما يهندم عليها، وأحضر الصواغ، وصاغوا بين يديه خاتماً، وطلى المنحوت بمصطكي ليركبه في ثقبة الفص فوضعه الرشيد على كفه فتعلقت ذبابة، وتعلق برجلها، وطارت وذهبت به فقال الرشيد، صدق الله تعالى في قوله. (ضعف الطالب والمطلوب). ولما أستخلف الهادي ودخل عليه الرشيد ورأى (الإسمعيلي) في يده حسده عليه، وأراد أن يقترن (بالجبل). وحين خرج من عنده أتبعه الفضل بن الربيع مع إسمعيل الأسود بأن يبعث (الإسمعيلي) إليه وأن لم يفعل، فجئني برأسه. ولحقه الربيع وأخبره بالقصة فقال: والله لا أعطيه إلا بيدي. فرجع معه إلى أن بلغنا الجسر فأخرجه من إصبعه وقال: يا فضل أهو (الإسمعيلي؟). قال: نعم. فرمة به في دجلة. فطلبوه، فلم يوجد إلى أن استخلف الرشيد ومضت من خلافته سنة وكان بالخلد يذكر ما عامله به موسى فتذكر الخاتم. وأمر الفضل بالغوص لطلبه فقال: يا سيدي قد طلب مراراً، وأني لأظن أن قد علاه أكثر من أربع أذرع من الطين لتطاول المدة. ثم مضى الفضل مع الغواصين فقال له أحدهم: قف موقف الرشيد وارم بمدرة في قدر الخاتم كما رمى به. ففعل وأول ما غاص الغواص

<<  <  ج: ص:  >  >>