للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في مسقط المدرة بعد أن قدر ما يميل الماء به إلى أن يبلغ القرار، أخرج الخاتم بعينه كما هو. وقرنه الرشيد بالجبل كما أراد الهادي، ولم يكن أن تبلغه المقادير ما أراد. وذكر نصر: إنه كان بهرماناً معصفراً صافياً يتزن ثلاثة مثاقيل غير دانق وقيمته مائة ألف

دينار.

(وفي ص ٢٦٤)

حكاية في عدم الاسرب في بلاد الصين

ولعزة الاسرب في أرض الصين يستعمل الرصاص القلعي بدله فيما يحتاج إليه منه، ولهذا يحمل إليها في البضائع. قال بعض تجار الحرب: إن من رسمنا أن نحمل للضعفاء بضائع، ويتبرك بذلك، وأنا كنا في بعض المرات بالابلة قد أصلحنا شأن السفن إلى الصين، إذ وقف علي شيخ وقال: إن لي حاجة قصدت بها غيرك، فخيبني فيها، وقصدتك واثقاً منك بأنك لا تفعل فعلهم. قال: وما هي؟ قال: قال لا أقول حتى تضمن قضاءها، ففعلت وأحضر وصلة أسرب نحو المائة مناً. ثم قال: حاجتي أن تأمر بحملها حتى إذا بلغت اللجة الفلانية أمرت بطرحها في البحر. قلت: لا أفعل. قال: وأين الضمان؟ وما زال بي حتى أخذتها وكتبتها في الروزنامجة باسمه وداره في البصرة. فلما توسطنا تلك اللجة إنساناً الله عز وجل بعصوف الرياح أنفسنا فضلا عن تلك الرصاصة، وبلغنا القصد، وبعنا ما معنا، فحضر رجل يطلب أسرباً فأجبته: إني ما حملت منه شيئاً. وذكرني الغلام تلك البضاعة فقلت: خالف الآن الضمان وما علي بيعها. فاشتراها الرجل بمائة وثلاثين ديناراً، وابتعت لصاحبها طرائف من الصين، وانصرفنا ولم يأتني الشيخ، فصعدت داره وسألت عنه فقيل: إنه توفي. فقلت: هل خلف أحداً. فقالوا: إن له ابن أخ في بعض نواحي البحر، وأن داره موقوفة في يد أمين القاضي. فتحيرت ورجعت إلى الأبله وبعت تلك البضاعة بسبع مائة دينار. وبينا أنا ذات يوم (كذا) إذ وقف رجل على رأسي وقال لي: أنت فلان؟ قلت: نعم. قال: كنت خرجت إلى الصين وبعت بها وصلة عام أول. قلت: نعم. قال: أنا اشتريتها، وقد قطعتها للاستعمال فوجدتها مجوفة وفيها اثنا عشر ألف دينار. وقد جئت بها إليك فخذها. قلت له: زدت ويحك

<<  <  ج: ص:  >  >>