للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقربه من أخسأ (فعل الأمر).

٧ - التفل (البصاق). وذلك لأنه يستعمل للإهانة والسب. فالأفعال التي يشوبها التحقير والقذف محرمة أيضاً. أما إذا دعت الضرورة أن يبصق المرء فيجب عليه أن يمسح فمه للدلالة على أنه لم يقصد النكاية أو الإهانة بأحد، وإنما أراد البصاق المجرد. ومثلها يقال عن أفعال الشتم كالإشارة باليد وسائر الأعضاء.

٨ - الشيطان وإبليس. لأن المادة تدل على الذم. كذا مشتقاتهما. ولذا عبروا عنه (بطاووس ملك).

٩ - النطق بأكثر حروف الشيطان في كلمات تردد ذكرها مثل:

١: شط - ٢: شخاط - ٣: طشت - ٤: مشط.

١٠ - لا يأكلون التمر ويطرحون النوى إلى جهة الخلف لأنه يؤدب معنى الرجم.

ولم يكتف هؤلاء بهذه الأمور، ولا وقفوا عندها. إذ أدت إلى عقائد جديدة وغلوا آخر، وحصل لهم من آمال فكرتهم إلى لزوم احترام (طاووس ملك). وأن عدم لعن يزيد منبعث عن اعتباره بدرجة رفيعة بحيث صار ذلك ديناً لهم، وترك (الدين الأصلي). وصار الشيطان ويزيد يعدان في المكانة العليا المحترمة المبجلة، فسول لهم بعض المغرضين، بأن قالوا لو لم يكن هؤلاء محترمين لما كف أجدادكم عن سبهم ولعنهم.

وبلغ من غلوهم في العقيدة أن صاروا يضعون الشمع على لفظ (الشيطان) في القرآن الكريم، فصاروا لا ينطقون به تجنباً لذكر اسمه، والمعروف المنقول عن الثقات أن القوم يسمعون القرآن الكريم ويقرئونه. والفرق بيننا وبينهم - كما يقولون - (كسر الجرة) أي أننا في نظرهم نكسر الجرة ونخرق قاعدة (تحريم اللعن وذكر الشيطان) بالنطق بالألفاظ الممنوعة عندهم. وأن المثل عندنا (فلان كسر جرة) أي خالف معتقد اليزيدية وخرقه معروف، مشهور.

ومن ثم يظهر رسوخ (قضية مقاطعة اللعن) وما تولد منها من نتائج مما ذكر وما يأتي. وهكذا يقال في كثير أمثالها مما دخلته العقلية المغلوط فيها

<<  <  ج: ص:  >  >>