نزدد علما، ومن ذلك ما جاء في معلمة الإسلام في مادة (علم) قال:
(العلم كلمة عربية وتجمع على أعلام وهو في الأصل العماد يهتدي به والراية، وفي هذا المعنى الأخير أتخذ في اللغة العربية الضادية (اللواء والراية) وكان لكل قبيلة بدوية قبل الإسلام علم خاص يميزها عن سائر القبائل بلونه، وكان يناط العلم برمح ويدفع إلى الرئيس الذي كان يأخذه إلى الحرب بوجه عام، وكان للنبي علم خاض اسماه (العقاب) ويقال أنه كان اسود ويروي النقلة أنه كان له أيضاً أعلام بيض، وفي عهد العباسيين أتخذ اللون الأسود، أما الأمويين فاتخذوا اللون الأبيض والعلميون اللون الأخضر (كذا) ويرى في مقامات الحريري الخطية التي في باريس تصوير بديع (راجع نقل هذه الصورة في كتاب الصناعة الإسلامية لميجون - ٢: ٣ - ) ففيه صورة علم العباسيين الأسود.
وقد جارى الفرس والترك العرب فاتخذوا أعلاماً (راجع في هذه المعلمة مادة بيرق ودرفش وسنجق).
وللأعلام مكان رفيع لا في الحرب فقط، بل في الحياة الإسلامية الدينية فللمسلمين في مثل
هذه الحالة أعلام مختلفة الأشكال مع آيات مطرزة وأغلب هذه الآيات تتعلق بإيمان المسلمين وتعلق برماح مزينة وفي الطوافات الدينية، ولا سيما في أيام عاشوراء يحمل عدد عديد من هذه الأعلام في إيران وفي الهند (كذا واغفل العراق) وفوق الرماح صورة كف إنسان مفتوحة وهي مما تجلب الأنظار إليها ومن العادة الجارية أيضاً أنه في صلاة الجمعة يركز علمان عن يمين المنبر ويساره) أهـ وممن أجرى قلمه في وادي هذا المعنى جرجي زيدان قال: في (١: ١٦٦) من تاريخ التمدن الإسلامي ما نصه:
(لا نعرف ما كانت ألوان الرايات في الجاهلية سوى راية (العقاب) فقد تقدم إنها كانت سوداء وكذلك كانت راية النبي، وذكر صاحب آثار الأول أنه كانت له أيضاً ألوية بيضاء (كذا والصواب بيض) أما الرايات الإسلامية فقد كانت ألوانها تختلف باختلاف الدول فكانت أعلام بني أمية حمراء (كذا والصواب حمراً) وكل من دعا إلى الدولة العلوية فعلمه أبيض ومن دعا إلى بني عباس فعلمه أسود، والسواد شعار العباسيين على الإطلاق اتخذوه حزناً على شهدائهم من بني