للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بين تلك الأنقاض ولكن بلا جدوى، إذ يحتمل أنهما كانا مصنوعين من حجر كريم نادر الوجود، وقد قلعا حينما نهبت كنوز الهيكل، وقد اكتشفت في الهيكل صور حيوانات مصنوعة من الهيصمي، وعيونها مرصعة بالحجر اللازوردي فيغلب على الظن أن ذينك البؤبؤين كانا من الحجر الأزرق.

إن من يقابل هذا الرأس بالرؤوس الأخرى، فمن أول وهلة يرى أنه يمثل رجلا من سلالة

غريبة، ومما لا ريب فيه أنه من عنصر سامي يرتقي إلى عصر سرجون الأول أو إلى الفاتحين الساميين الأشداء الذين اجتاحوا هذه البلاد واستولوا على المدينة ودمروا هيكلها ونهبوا ما فيه من الكنوز النفيسة، وهذا الرأس يمثل أقدم تمثال لملك سامي عرف حتى اليوم.

وقد كشف النقابون تمثالا صغيراً منحوتاً من الحجر الأبيض ارتفاعه ثمانية سنتيمترات ونصف سنتيمتر، وهو يمثل صورة آلهة جالسة، وهذه الآلهة كان مقامها الأول في الهيكل، على أنها وجدت ملقاة تحت وجه الأرض بنحو متر ونصف متر في الرابية الثالثة بين أنقاض المنازل القائمة في محلة الساميين ولهذه الآلهة شعر طويل، ويداها مضمومتان، ورداؤها يشبه تنورة ذات طيات متعددة، وهي جالسة على قاعدة عمود منخفض. وقد عثر المنقبون على جملة تماثيل صغيرة من الخزف لهذه المعبودة القائمة في أطراف عديدة من الأنقاض وكلها تمثل (لن هرسج) آلهة ذلك المحل.

كان ردم الهياكل القديم ومحل النفايات أعظم مكتشفات (بسمى) أهمية في عالم الآثار، لأن الكهنة كانوا يلقون هناك الأواني المحطمة والمصابيح المكسرة وسائر أدوات زينة معبدهم التي لم تكن تفيدهم شيئاً في أجراء شعائرهم ومراسيم دينهم. وقد وجدت هذه اللقى في الطرف الشمال الغربي من دكة الهيكل في الزاوية المنعطفة أي الجانحة إلى السهل. وكان هذا الاكتشاف نبهاً، فبينما كان أحد الفعلة يزيل التراب المتلبد والأوساخ المتراكمة من أساس الدكة لكي يقاس ارتفاعها إذ عثر على شظية من أناء حجري، ثم أخرى فأخرى، وفي لحظة كشف بقعة مملوءة من شظيات وشقف وقطع من آنية مختلفة الأشكال والأنواع، وفي نهاية ذلك النهار نقل بضع سلاسل مملوءة قطع آنية مصنوعة من الهيصمي والجزع وحجر

<<  <  ج: ص:  >  >>