للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

البرفير والرخام وغيرها.

كان معظم تلك الشظايا بسيطاً وكثير منها منقوشاً وبينها عدد قليل مكتوب وكان عمق خزانة الردم نحو قدمين. وهي تمتد إلى قاعد الهيكل؛ وهذه الخزانة حوت قطع آنية من هيئات وأشكال شتى منحوتة من أحجار متنوعة، فبعضها كان من الهيصمي وغيرها من حجر البرفير وأخرى من الجزع، ومنها من حجر البلاط والرمل والرخام والحجر المسمى بالصلبي، فكل شظايا هذه الأواني كانت مصقولة، بيد أن منها ما هو منقوش نقشاً بسيطاً،

وبعضها مزينة ومزخرفة زخرفة بديعة برسوم رجال وحيوانات، وقليل منها كان مرصعاً بالعاج وبأحجار لامعة براقة، وأخرى كان مكتوباً عليها اسم الملك أو الهيكل، ومما يؤسف منه أن أغلب تلك الأواني كان محطماً، غير أن بعض المصابيح كانت صحيحة. وقد بذل النقابون غاية جهدهم في غسل وتنظيف وإزالة التراب المتلبد، وحك ملح البارود (الشورة) منها، ثم جلاء تلك الأواني وتركيب قطعها معا لإعادة رونقها وبهائها الأولين.

كان من السهل تعيين عصر خزانة ردم الهيكل لأنه وجد بين النفايات قطع من الآجر المسنم، وأسماء الملوك المسطرة على بعض تلك الآنية لم تكن معروفة، وصور حروف الكتابة وقطع الآجر تنبئ بأن الزاوية الصغيرة القائمة في السهل المنعطف لم تكن قد أصبحت خزانة الردم قبل عصر سرجون وعصر الآجر الرابع.

والأمر الذي لم يجزم بصحة جوابه علماء الآثار هو من أين أحضر سكان السهل الغريلي الخالي من الحجر مواد تلك الأواني الحجرية البديعة المختلفة الأشكال والأنواع، فقد صرح الملك جودياء أن المستماز الذي صنعت منه تماثيل (أدب) جلبه من مجان. ولعلها شبه جزيرة سينا، فأن الرحالين الذين قطعوا السهل العربي المرتفع، أو تبعوا مجرى الفرات أو رحلوا إلى جبال أرمينية وحطوا رحالهم في بلاد فارس، وجدوا في هذا الموطن ضروباً وأشكالا متعددة من الحجر.

<<  <  ج: ص:  >  >>