للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - وقال محمود الملاح في ص ٧٦٤: (لأن طائفة المرجئة تقول: الإيمان لا يزيد ولا ينقص) قلنا: وكذلك الإمام أبو حنيفة النعمان (رض) ففي حوادث سنة ٦١٧ من الحوادث الجامعة قال مؤلفه: (وفيها كتب إنسان فتيا مضمونها: هل الإيمان يزيد وينقص أم لا؟ وعرضت على جماعة فلم يكتبوا فيها، فكتب ابن وضاح الحنبلي وعبد العزيز القحيطي وبالغا في ذم من يقول: إن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، ثم سلمت إلى فقيه حنفي فحبسها عنده ولم يكتب فيها، فانتهى حديثها إلى الديوان وتألم الحنفية من ذلك وقالوا: هذا يعرض بذم أبي حنيفة فتقدم بإخراج ابن وضاح من المدرسة المستنصرية، ونفي ابن القحيطي عن

بغداد فحمل إلى الحديثة والزم المقام بها) قال ابن أبي الحديد في (٢: ١١٤) من شرحه: (وقال شيخنا أبو عبد الله: أول من قال بالإرجاء المحض معاوية وعمرو بن العاص كانا يزعمان انه لا يضر مع الإيمان معصية، ولذلك قال معاوية لمن قال له: حاربت من تعلم وارتكبت ما تعلم فقال: وثقت بقوله تعالى: إن الله يغفر الذنوب جميعاً، وإلى هذا المعنى أشار عمرو بقوله لابنه: تركت أفضل من ذلك: شهادة أن لا إله إلا الله) ثم قال في ٢٤٩: (لأن ظاهر هذا القول يشعر بمذهب المرجئة الخلص وهم أصحاب مقاتل ابن سليمان القائلون انه لا يضر مع الشهادتين معصية أصلاً وانه لا يدخل النار من في قلبه ذرة من الإيمان، ولهم على ذلك احتجاج قد ذكرناه في كتبنا الكلامية) ثم فرع في ص ٢٥١ وقال: (وكذلك اكثر الناس يتوهمون أن عذاب النار يكون أياماً وينقضي كما يذهب إليه المرجئة أو انه لا عذاب بالنار لمسلم أصلاً كما هو قول الخلص من المرجئة أو أن أهل النار يألفون عذابها فلا يستضرون به إذا تطاول الأمد عليهم) وقال في ص ٤٦٥: (لأنه قسم الجزاء إلى قسمين، أما العذاب أبداً أو النعيم أبداً، وفي هذا بطلان قول المرجئة أن ناساً يخرجون من النار فيدخلون الجنة لأن هذا لو صح لكان قسماً ثالثاً) وجاء فيه غير ذلك.

٣ - وأنكر الملاح في ص ٧٦٥ ورود السن في (إنك لو عمرت سن الحسل) وفي (٢: ١٥٥) من كامل المبرد (قال أبو العباس: وحدثني غير واحد من أصحابنا قال: قيل لرؤية ما قولك لو إنني عمرت سن الحسل. . .) فالرواية واردة.

<<  <  ج: ص:  >  >>