للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الموقعين على آلات الطرب يضربون بيدهم اليمنى.

وقد جاءت صورة أحدهم بهيئة رجل يسرع إلى لقاء الموكب وهو مرتد نقبة متخذة من العاج، مركبة تركيباً دقيقاً في شق صنع لهذه الغاية. أما سائر الصور فكانت في أول أمرها مرتدية نقباً (تنورات) عاجية، غير أنها نزعت منها بصورة من الصور، ولم تحافظ على حشمتها ووقارها. إلا صورة ذلك الرجل الذي خف للقاء الموكب الحافل بالملك وولديه.

كانت جميع الخوذ، والضفائر، والأسورة، والأحذية، والعيون، وأوراق الأشجار الغضة، القائمة على بعد من الموكب، مرصعة ترصيعاً بديعاً، وكانت لم تزل إحدى قطع اللازورد معلقة بأحد الأغصان، أن وجوه هذه الصور كانت تكاد غريبة المنظر، لكبر أنوف ذويها؛ ولم يعثر المنقبون في كل ديار بابل على ما يضاهيها. ومما لا ريب فيه أن أصحابها كانوا من الشمريين الأولين الذين سكنوا ديار الرافدين.

إن حذاقة الفن ومهارة الصناعة في هذا الإناء من أبدع ما يتصوره الفنان في هذا العصر. وبعد هذا الإناء من أقدم العروض وأنفس الآثار التي كشفت في بسمى. ويذهب الدكتور جمس بنكس إلى أن صورة هذا الموكب ناقصة. وعليه أقول: إنه لو أتيح لأحد النقابين العثور على ما تخلف منها في الأنقاض، لظهرت بقيتها تمثل موكب ملك ظافر، أمامه العوادون ووراءه الأميران الصغيران، يتبعهما الأعيان والقواد، وجماهير من الأسرى، ويحيط بهم جنود الملك، ويفصل بينهم وبين أفراد الشعب الذين خرجوا للقاء ملكهم الظافر، الكهنة وهم مرتدون ملابس الهيكل، وفي أيديهم السعف علامة الانتصار والغلبة على الأعداء وهم ينشدون الأناشيد الدينية الحماسية، وبأيدي الرجال الغنائم والأسلاب، وهم جذلون والنساء يهللن فرحات مغتبطات بفوز ملك البلاد العظيم.

وقد وجد في نفايات خزانة الهيكل، شظايا آنية أخرى، ومنها شظية إناء من الحجر الأزرق مرصعة، وأطرافها قائمة، علوها نحو ثمانية سنتيمترات وقطر دائرتها ستون سنتيمتراً، ويطوق أطراف الإناء ثعبانان عظيمان مكوران معاً، وجسماهما مرصعان بأحجار براقة لامعة، وعلى جسميهما الطويلين زرود

<<  <  ج: ص:  >  >>