للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الخزف في بابل. وشكل القنديل المصنوع من الطين في ديار بابل؛ كان شائعاً في فلسطين ومصر وبلاد اليونان والرومان وشبيهاً بالقناديل الصدفية، وقد صنع على مثالها.

قال الدكتور جمس بنكس النقابة الأميركي: إني لما كنت في بغداد اقتنيت طائفة صالحة من القناديل والسرج الصغيرة المصنوعة من الصلصال، وقد استخرجت من بين أنقاض إحدى المدن من عهد خلفاء العرب، ولا يزيد حجمها عن صحون الزبد، وكان باطنها مدهوناً بدهان أزرق، وظاهرها خالياً من ذلك الدهان. وهو غير مصقول، ولكل منها بلبل. ونوع هذه المصابيح من عهد علاء الدين، وقد تصور أمام مخيلتي فعل مصباح علاء الدين السحري العجيب. فقلت في نفسي: لعله بينها قلت هذا؛ وفركت بإصبعي أحدها. فخاب ظني إذ لم يظهر أمامي مارد ولا جان، ليدلني على كنوز مطمورة، أو يحضر لي من عالم الخفاء أميرة حسناء.

لقد عثر المنقبون في خزانة نفايات الهيكل القديم على قطع من صور بقرات صغار مصنوعة من الهيصمي ذات أشكال بديعة وهي رابضة على الأرض تجتر. ولا تزال عيونها العاجية وحدقها اللازوردية ثابتة في المحاجر، وعلى ظهور تلك البقرات الحجرية آثار بينة تدل على أن الغرض منها كان تعليقها على جدران الهيكل للزينة، أو إلصاقها بإناء كبير على سبيل التجمل والظهور بمظهر حسن جذاب؛ ووقع في أيدي النقابين أيضاً صفيحة من المرمر عرضها سبعة سنتيمترات، وعلوها خمسة سنتيمترات، وعليها صورة إنسان عريان محفورة حفراً خشناً، وهو يسوق ثوراً وآثار القار والطلاء الأحمر لا تزال ظاهرة فيها، تدل على إنها كانت في حين مطلية بطلاء زاه لم تقو يد الطبيعة على محوه.

ووجد في تلك الخزانة سمك من العاج أسود وأبيض؛ طول الواحدة منها أحد عشر سنتيمتراً. وهيئتها منحنية كأنها تسبح في الماء، بيد إنها مثقوبة من رأسها حتى ذنبها، وهذا يدل على إن أبناء ذلك الجيل القديم كانوا يعلقونها على صدورهم، أو يربطونها بأذرعهم كعوذة لطرد الأرواح الخبيثة عنهم، ووجد أمثال هذه السمكات مصنوعة من الصدف لكنها عديمة الإتقان. ومن تلك اللقى:

<<  <  ج: ص:  >  >>