للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في الجوهر تجسد من فايو (الروح) في بطن مايا (العذراء) ونؤمن بفايو الروح المحيي المنبثق من الأب والابن الذي هو مع الأب والابن يسجد له وبمجده) أهـ. ثم قال الخالصي: فالثالوث القديم وهو سافيستري (الشمس) أي الأب السماوي أو آنى (النار) أي الابن وهو النار المنبعثة من الشمس وفايو (نفخة الهواء) في الروح هو أساس المذاهب عند الشعوب الأربانية أي الهنود القدماء) انتهى (المعارف المحمدية ١: ٤٣ - ٤٤).

فأرى أن عبادة الشمس التي كانت ترى عند بعض الصابئين هي وليدة الديانة الفيدية، أما إن عبادة الشمس كانت عند بعض فرق الصابئين فلا ريب في ذلك، قال محمد بن عبد الكريم الشهرستاني المتوفى سنة ٥٢٨هـ: (ومنهم (أي من الصابئة) من جعل الشمس إله الآلهة ورب الأرباب) (الملل والنحل ص ١٥٤ من طبعة إيران). وقال لاروس نقلاً عن موسى بن ميمون الفيلسوف اليهودي: إن في الدين الصابئي عقيدتين: الأولى هي الاعتقاد بالقدرة البالغة للشمس. والثانية هي كالاعتراف بوجود جوهرين أصليين في النجوم الخ (راجع مجلة اللسان البغدادية ١: ٧٩). وعندنا أن عباد الشمس الذين ظهروا في إيران اقتبسوا دينهم من البابليين أيضاً إذ الديانة البابلية أثرت كل التأثير في سكان الممالك الأخرى الذين كانوا يبطنون عبادة الأصنام والأوثان؛ وذكر الشهرستاني النحلة الشمسية في الهند فقال: (عبدة الكواكب: ولم ينقل للهند مذهب في عبادة الكواكب إلا فرقتان توجهتا إلى

النيرين الشمس والقمر. . . من تلك عبدة الشمس: زعموا أن الشمس ملك من الملائكة ولها نفس وعقل ومنها نور الكواكب وضياء العالم وتكون الموجودات السفلية وهي ملك الفلك تستحق التعظيم والسجود والتبخير والدعاء وهؤلاء يسمون الدينكيتية أي عباد الشمس ومن سنتهم أن اتخذوا لها صنماً بيده جوهر على لون النار وله بيت خاص بنوه باسمه ووقفوا عليه ضياعاً وقرايا (كذا أي قرى) وله سدنة وقوام فيأتون البيت ويصلون ويدعون ويستشفعون به) (الملل والنحل ص ٢٨٤) ويخيل إلينا أن هؤلاء الشمسيين لم يكونوا من الهنود القدماء بل كانوا متأخرين عن أصحاب العقيدة الفيدية بقرون وهذه النحلة الشمسية التي تعرض لها الشهرستاني وليدة الصابئية

<<  <  ج: ص:  >  >>