للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(مطالعة)

سيدي العزيز

اطلعت على تذييلكم لمقالتي عبدة الشمس، ووقفت على انتقادكم لها، فأردت أن أبين لكم أن كثيراً مما نقلته في تلك المقالة منقول عن الملل والنحل للشهرستاني، وهو كتاب له منزله كبيرة عند المشارقة والمغاربة وهو من الكتب القديمة التي اعتمد عليها العلماء والباحثون. وموسى بن ميمون الذي نقلنا كلامه عن لاروس صاحب المعجم الفرنسي المشهور، هو أيضاً من القدماء الذين يعتد بكلامهم، ويعتمد عليهم، والمعاصرون الذين أوردت بعض أبحاثهم هم من العلماء الذين نهكهم الدرس الطويل، والبحوث العلمية كالسيد هبة الدين الشهرستاني، والشيخ أبي عبد الله الزنجاني.

نذكر هنا ما قاله البحاثة المدقق الأثرى الدكتور ارنست هرتسفلد الألماني عن زرادشت وهذا الكلام يؤيد ما نقلناه في مقالنا المشار إليه عن الزنجاني. قال الدكتور في محاضرة له

في طهران ما تعريبه:

(الديانة الزردشتية (في الحقيقة) أول ديانة عرفت كنه التوحيد وأرشدت الناس إلى الله الأحد المجرد المنزه عن المادة وبينت لهم نظام العالم (المبني على الحقيقة والصحة) والمعاد والحياة الآخرة والمجازاة والمكافأة والجنة والنار) انتهى وبعد أشكركم على نقدكم الشريف المنزه عن شوائب الأهواء وعن التخيلات الشيطانية.

محمد مهدي العلوي

(لغة العرب) الظاهر من هذا الكلام أننا لم نحسن التعبير عن فكرنا، فكتبنا شيئاً، وفهم حضرة الشيخ الصديق شيئاً آخر. فليراجع القولان، ليكون الحق فاصلاً بيننا.

ذكرى المائة الثانية من قدوم الكرمليين إلى بغداد

أحتفل الأباء الكرمليون بذكرى قدومهم إلى بغداد، بعد أن أذاعوا هذا النبأ في صحف العاصمة كلها، وفي اليوم المضروب ميعاده، والساعة المعينة، أي في الساعة الرابعة ونصف، من اليوم ١٨ من تشرين الأول، (أكتوبر)، حضر المدعوون، وهم التلاميذ الأقدمون مع بعض عيالهم، يتقدمهم متولي أشغال فرنسة، المسيو ليبسية، وقرينته السيدة المحترمة، ويحف به من جهة رئيس أساقفة السريان. السيد بهنام قليان، ومن الجهة الأخرى، السيدة قرينة المتولي الفرنسي، مع طبقات الاكليرس، على اختلاف المذاهب، ومئات من أجلة القوم في بغداد، من الموظفين في الحكومة وغير الموظفين فيها، وبينهم ممثلو الصحف الخمس الكبرى في الحاضرة، وهي: (العراق)، و (العالم العربي)، و (صدى العهد)، و (الإخاء الوطني)، و (بغداد تايمس).

ولما حانت الساعة، علا المصطبة، صاحب هذه المجلة، ورحب بالحاضرين، وقدم إليهم كل خطيب يعلو منصة الخطابة؛ وكان أولهم، الشاب المهذب، أميل أفندي لورنس، وكلم الحضور على حالة المدرسة الكرملية، قبيل الحرب، وحينها، وبعيدها، وبسط فكرته هذه بعبارة جلية، بينة؛ ثم عقبه أدورد أفندي سيزار وخطب بالإنكليزية خطبة أنيقة بديعة دامت نحواً من نصف ساعة عرض فيها تاريخ تشييد المبعث منذ أوله إلى أيام الأب يوسف؛

رئيس المبعث، ومؤسس الدير، والكنيسة، والمدرسة بأبنيتها الحالية.

<<  <  ج: ص:  >  >>