للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم علا المنبر الأب صاحب هذه المجلة، وبين بتفصيل، المستشرقين من الكرمليين الذين قدموا إلى البصرة وبغداد وأنحائها. وذكر مشاهيرهم وتأليفهم واللغات التي أتقنوها كالعربية، والفارسية، والتركية، والرحلات التي دونوها، فكان هؤلاء العلماء كثيرين يقضى العجب من تبحرهم في لغات هذه الديار.

وبعده تقدم الأب انوصان رئيس الدير، واطلع الحاضرين على تاريخ الرسالة باللغة الفرنسية، والراهب بلجكي فلمنكي، فادهش الحضور بسعة وقوفه على ما عبر من أخبار المبعث إلى عهدنا هذا. وكيف قاسى المرسلون الأهوال العظيمة في الذب عن مبادئهم المؤسسة على حب القوم العراقي، والإحسان إليه، وبذل ما في الإمكان لنجاحه وتقدمه ورقيه سلم الفوز والفلاح.

ما كاد ينتهي من كلامه حتى علا صهوة المنبر الخوري باسيل بشوري السرياني وشرح بعبارة عربية فصيحة، أخبار المبعوثين إلى بغداد، وأفهم السامعين، أنهم أتوا من البصرة قبل قدومهم إلى حاضرة العراق ومنبعث نوره.

وفي الأخير قام الأب اوغسطين، رئيس المبعث وشكر الحاضرين بأحسن عبارة، وعدد الشكر لكل طبقة من طبقاتهم، من المحسنين الأقدمين إلى المحسنين الحاضرين، كما شكر المعلمين والتلاميذ، أن قدماء وان أحداثاً.

وبين خطبة وأخرى كانت تدار أطباق الحلوى، والمرطبات والمدخنات. وهكذا مضت برهة أكثر من ثلاث ساعات في الوقوف على اصح الأخبار وأوثقها في هذا الموضوع.

وكانت ساحة المدرسة مزدانة بالأعلام العراقية، والإنكليزية، والفرنسية، والبابوية، والسعف الغض يبهج الناظرين بخضرته وكان مركوزاً على الحيطان والكراسي مئات مئات. والنور الكهربي حول الليل نهاراً، وبعد ذلك انتثر عقد الجمع وهم شاكرين الآباء على إخلاص عملهم وخدمة الوطن العراقي وترقية لغته. وكان في مقدمتهم المسيو ليبسيه، حفظه الله ورعاه.

خطبة أميل أفندي لورنس

أيها الرئيس الوقور - أيها الأباء الأفاضل - سادتي الكرام

<<  <  ج: ص:  >  >>