للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن سألتني عن تاريخ هذه المدافن قلت: إني لم أر هناك عظاماً في البئرين اللتين نظرت فيها نظراً غير بعيد. ولم أجد هناك شقفاً أو خزفاً إلا قطعة واحدة، ولعلها نقلت إلى ذلك الموطن نقلها إليه بعض المتجولين أو الأفاقين.

إن البدو قد نهبوا ما في تلك المقابر وقد فضوا عدة كل بئر باحثين عن كنوز ظنوا أنها فيها.

إنه وإن لم يك هناك ما يرشدني إلى ضالتي فإني أميل إلى أن أجمع بين هذه المدافن وبين مدافن البحرين التي ينبش فيها الآن أثريون من الإنكليز (يكتب المؤلف كلامه هذا في ١٥ نيسان ١٩٠٨)

إن نظام الآبار والفوهات التي وصفناها فويق هذا تبين لي أنها تشبه كل الشبه نظام ما رآه في البحرين سنة ١٩٠٧ حضرة الدكتور جون استروب من جامعة كوبنهاغ.

أما معضلة تاريخها فأنها تبقى في نظري أعقد من ذنب الضب على أني لا أؤكد أن مدافن أم الغراف بقيت مقابر تدفن فيها الموتى إلى عهد فتوحات الإسلام لكني أرى أنه غير مناسب الآن أن يعين لهذه المدافن التاريخ الذي يؤرخ به بعضهم مدافن البحرين (الفنيقية؟ قبل أن يهاجروا إلى فنيقية إلى ما وراء الألف الثاني من الميلاد؟) اهـ كلام الباحث المستشرق.

ونحن ننتظر من أبناء هذه الديار أن يبحثوا عن هذين الموطنين القديمين بل الواغلين في القدم بحثاً نعما لكي يساعدوا علماء الغرب على إماطة اللثام الذي يستر حقيقتها وتاريخ إنشائهما والله المعين على كل حال وفي كل حين.

<<  <  ج: ص:  >  >>