للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زار بغداد وتفقد معالمها عام ١٨٤٨م وأتفق أن في قيظ تلك السنة نضبت مياه أغلب الجداول والآبار ونقصت مياه دجلة نقصاناً فاحشاً حتى أن كثيراً من الأبنية التي كانت قد غمرتها المياه وحجبت عنها أشعة الشمس الساطعة قروناً عديدة ظهرت بجبروتها وعظمتها تسخر بتيارات دجلة وأمواج عبابه.

وبينما كان المذكور ذات يوم يجول في شاطئ الجانب الغربي من بغداد (أي الكرخ) عثر على متراس فسيح مبني بالآجر البابلي وكانت كل لبنة منه مختومة باسم نبوخدنصر وألقابه وفتوحاته.

٦ - صرح أحد مؤرخي الإنكليز الكبار الذي يركن إلى قوله: إن مدينة بغداد قديمة جداً ولا يعرف معنى أسمها على التحقيق وربما يرتقي عهد بنائها إلى حموربي المعاصر لإبراهيم الخليل وهو المذكور في سفر التكوين من التوراة باسم أمرافل كما أثبت ذلك أحد العلماء الفرنسويين بأدلة لامعة لا محل لإيرادها هنا.

٣ - قدم بغداد

ظهر مما تقدم إيضاحه أن بغداد كانت مدينة شهيرة قبل عصر الخلفاء بأزمنة لا يعرف قدمها على التحقيق وعلى كل حال ليس معنى اسمها كما أوله كثيرون من كتبتنا القدماء حسبما عن لهم وأوحت إليهم مخيلتهم وربما شك البعض في حقيقة قولي ولا يصدق أن مدينة بغداد الحديثة بنيت على أنقاض القديمة فلدي براهين تاريخية مكينة لا تقبل الرد بل تؤكد كل التأييد ما ذهب إليه فهاكها على سبيل الاطلاع.

أولاً ورد في بعض الرقم الآشورية والجداول الجغرافية أسم يشابه كل المشابهة أسم بغداد

على عهد حكومة الملك أشور بن هبل -

<<  <  ج: ص:  >  >>