للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيها الإخوان في المغرب الأقصى، نحييكم على بعد الدار، وحيلولة الجدار، ومعاكسة الأقدار، تحية ودّ، لا تقابل بالرد، ونهنئكم بهذا العيد السعيد، تهنئة الغريق لمن بالساحل، والمبعد لمن طويت له المراحل؛ وندعو للجالس على العرش بالتأييد من ذي العرش، ونتمنى لكم- كما تتمنون لنا- سعادةً يطرّز حواشيها النعيم، وسيادةً تدفع إلى حرم العزّ من ثنية التنعيم.

إننا لمحنا من السنان صفحته، وشممنا من الريحان نفحته، فتعاطفت الأرحام، وتداعت وشائج القربى إلى الالتحام، وهزّتنا الأريحية إلى هذا النزر القليل من التحية، تحملها عنا إليكم ريح الصبا كلما هبت، وبُرُدُ الصحائف كلما خبت، فاعذرونا فإننا لا نبلغ في هذا المقام- وإن أطلنا- القلامة من أصبوع، والدقيقة من أسبوع، والقطرة من ينبوع.

...

أيها الإخوان، إن العروش لا تثبت ما لم تكن أواسيها القلوب والمهج؛ فكونوا دون العرش صفًا، وجمعًا ملتفًّا، وساعدًا وكفًّا، ودَفعًا للباغي وكفًّا، وذودوا عنه كل مريب، والقريب منهم قبل الغريب.

<<  <  ج: ص:  >  >>