للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيها الأبناء الأعزّة:

ما زلنا نتتبَّع أخباركم باهتمام، ونعوّذكم بالله وبالمعوّذات من كلامه أن تكون من ورائكم يدٌ تحرّككم للمساعي الضائعة، أو تكيد لكم من حيث لا تشعرون، فقد عوّدنا هذا الزمان الفاسد عادات مرذولة في استغلال الشباب وتصريفهم في غير الطرق التي خلقوا لها.

أيها الأبناء الأعزّة:

لستم منا بموضع الهوان حتى ننساكم، وليس شأنكم عندنا بالهيّن حتى لا نفكّر فيه، وليس مستقبلكم في نظرنا بالرخيص حتى لا نغالي فيه، إنما أنتم عندنا أحجار بناء المستقبل المجيد، فحقٌّ علينا أن نتخيّر وأن نستجيد، وإنما أنتم ذخائر الغد، فواجب أن نحافظ وأن نضنّ، إنما أنتم كفّارة ما اجترحنا من سيئات، ولا يقبل الله إلا الطيِّب، إنما أعماركم صحائف في تاريخ هذه الأمة، فجديرٌ بنا وبكم أن نعمرها بالباقيات الصالحات، وأن لا نبدّد دقائقها في التوافه والصغائر. إنما عقولكم أسلحة للحرب الفاصلة بين الخير والشر، فواجبٌ أن نشحذَ وأن نسُنّ، إن عصركم بطل، فمن البرّ به أن تكونوا أبطالًا؛ وإن جيلكم سماويّ التشوّف، فلا تخلدوا إلى الأرض؛ وإن حاضركم جديد، فلا تكونوا منه في موضع الرقعة البالية، وإن الحياة حسناءُ، مهرُها الأعمال العامرة، فلا تسوقوا لها الأقوال الجوفاء، وإن دينكم ينهاكم أن تأخذوا الأمور بالضعف والهوينا، فخذوها بالقوة والغلاب؛ وإن أربع خلال ارتضاها الله لعباده وأمرهم بها: الصبر والمصابرة والمرابطة والتقوى، {اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، و {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>