للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورمضان- مع ذلك كله- مجلى أوصاف للوُصاف: حرم أهل المجون مما يرجون، وحبس لهم من مطايا اللهو ما يُزجون؛ وأحال- لغمّهم- أيام الدجون، كالليالي الجون؛ فترِحوا لتجلّيه وفرحوا بتولّيه، ونظموا ونثروا، وقالوا فيه فأكثروا، وأطلّ على الشعراء بالغارة الشعواء فهاموا وجنُّوا، وقالوا فافتنّوا، قال إمامهم الحكمي: إن أفضل يوم عنده أول شوال؛ وقال الغالون منهم والقالون ما هو أشبه بهم. ولو لم يكن لآخرهم "شوقي" إلا، "رمضان ولَّى" ... لكفته ضلّة، ودخنًا في اليقين وعلّة، والرجل جديد، وله في العروبة باع مديد، وفي الإسلام رأي سديد؛ وفي الدفاع عنه لسان حديد؛ ونحن نعرفه، فلا نَفْرقه.

أما المعتدلون والمراءون فمنهم القائل:

شهر الصيام مبارك ... ما لم يكن في شهر آب

خفت العذاب فصمته ... فوقعت في عين العذاب

ومنهم القائل:

يا أخا الحارث بن عمرو بن بكر ... أشهورًا نصوم أم أعواما

طال هذا الشهرُ المبارك حتى ... قد خشينا بأن يكون لِزاما

أما الوصف العبقري، والوادي الذي طم على القَريّ، فهو قول الحديث الموحَى: «الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ»، وحديث الصادق: «لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ»، وحديث الصحيح: «لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ». وقول الكتاب المكنون: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>