للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن خير ما نختم به هذه الكلمة عن هذا العبقري، الذي لا يجود بمثله الزمان إلا نادرًا، هو ما جاء في ابتهالات له ناجى بها ربّه العزيز الرحيم في تقريره الأدبي عن جمعية العلماء سنة ١٩٥١، بعد خمس سنوات من استئناف نشاطها إثر الحرب العالمية الثانية، وهو دعاء ينطبق على أوضاعنا في الجزائر وفي الأوطان العربية والإسلامية جمعاء:

"اللهم ارزق أمة محمد التفاتًا صادقًا إليك، والتفافًا محكمًا حول كتابك، واتّباعًا كاملًا لنبيّك، وعرفانًا شاملًا بأنفسهم؛ فقد جهلوها، وتعارفًا نافعًا بين أجزائهم فإنهم أنكروها، وبصيرة نافذة في حقائق الحياة فقد اشتبهت عليهم سبلها الواضحة؛ وهب لهم من لدنك نفحة تصحّح الأخوة السقيمة، وتصل الرحم المجفوة، وتمكن للثقة بينهم، واتحادًا يجمع الشمل الممزّق، ويعيد المجد الضائع، ويرهب عدوّك وعدوّهم، ورجوعًا إلى هديك يقربهم من رضاك، ويسبّب لهم رحمتك، ويزحزحهم عن عذاب الخزي، فإنه لا يذل من واليت ولا يعزّ من عاديت" (٢)

ونسأل الله عزّ وجلّ أن يتغمّد برحمته ورضوانه صاحب هذه الآثار الذي قال، بحق وصدق، عن جهاده من أجل الجزائر: "إنني ما زلت أقارع الغاصبين لحقّك في ميدان، وأكافح العابثين بحرمتك في ميدان، وأعلم الغافلين من أبنائك في ميدان" (٣).

وصلّى الله وسلّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الأطهار وأصحابه الأبرار.

عبد الرحمن شيبان


٢) انظر التقرير الأدبي في هذا الجزء من الآثار.
انظر مقال "تحية غائب كالآيب" في الجزء الرابع من هذه الآثار.

<<  <  ج: ص:  >  >>