للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بحر الرجز، وانّي لَأستعذبه رغمًا عن عدّ المعرّي إياه من سفساف القريض، قصَّرتم أيها النفر فقصَّر بكم.

وأنا لا أستعذب من الرجز إلّا ما سلس وسهلت أجزاؤه كرجز ابن الخطيب في "نظم الحلل" ورجز شوقي في "دول الإسلام"، ولم أسمع ولا قرأت رجزًا أعذب ولا أسلس من رجز الشناقطة.

حاولت أن أنظم تاريخ الإسلام- وأنا في المنفى- وهيأتْ لي خواطري ملحمة تبلغ عشرات الألوف من الأبيات، وقد رضت القوافي في عدّة وقائع شهيرة كبدر واليرموك والقادسية في أول الإسلام والارك والعقاب بالأندلس، ونظمتُ في دخول الإسلام إلى افريقية وبناء القيروان وموت عقبة ووصف مرابطة الثغور وفي طارق وموسى وطريف عدة فصول أبلغها وصف في جبل طارق لمحت فيه إلى الأحداث التاريخية التي كان سببًا فيها، ولكن القريحة جمدت من عيد الفطر فلم أصنع بيتًا واحدًا.

إذا قرأتم هذا الفصل وأعجبكم فإني أوافيكم مع كل رسالة بفصل، وستجدون في فصول الشيطان ما يضحككم في هذا الزمن العابس.

...

يَا دِينُ إنَّ الدَّيْنَ ليس ينْسَى ... بَلْ يُقْتَضَى مُعَجَّلًا أَوْ يُنْسَا

يَا دينُ إنَّ الصّبغَ لَنْ يَحُولَا ... وإن عندك لهم ذُهولَا

وعندك التِّراث والطوائِلْ ... مما قَرى الأوائِلُ الأوائلْ

وهذه أَخلافهم تداعتْ ... بصورة قد أفظعتْ وراعتْ

تألَّبوا عنك لأخذ الثار ... وأجلبوا في القسطل المُثار

ونَصبوا لكيدك الأشراكَا ... من ألف عام لم تَزلْ دِراكا

يا كَيْدةً كادوا لهذا الدينِ ... مجتاحةً لولا صلاحُ الدينِ

ووقعةٌ بالسهل من حِطِّينِ ... دماؤهم في تُربها كالطينِ

تكوّنوا من بعد ما استكانوا ... واخشوشنوا من بعدِ ما استلانوا

واتصلوا من بعد ما فصَلْتا ... ونبتوا من بعد ما استأصَلْتا

لم يُنْسِهِم طولُ المدى السيوفَا ... لَامعةً والخيلَ والزُّحوفَا

ونظروا في أصلك اعتبارا ... ليفقهوا الحِكمَ والأَسرارا

واقتبسوا منك الأصول والسُّنَنْ ... ففرعوا بها الهضابَ والفُنَنْ

<<  <  ج: ص:  >  >>