للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بذلت لتحصيلها كل شيء ... سوى المال- إني منه عري

وما أنا (في الجمع) كالمصطفى (١) ... وما أنا (في الطرح) كالأزهري (٢)

ألَا هلْ يراني الرفاق الكرام ... أقوم وأقعى على المنبر

وأحمل تلك العصا صولجانًا ... وحَمْلُ العصا شيمة المنبري

أصولُ على متنه داعيًا ... وأزأر في القوم كالقسور

وأهجم عنهم بوعظي ولا ... أميز به جانيًا من بري

لئلا يقالَ امرؤ جاهل ... بوضع الحوادث والأعصر

وتُخرج حنجرتي نغمةً ... كمجرى الخفيف على البنصر

أباهي الأئمة في زيّهم ... بشدّ النطاق على المئزر

وأنضو لثامًا على لحيتي ... من الصبغ: زورًا على منكر

فإن المشيب بريد الوقار ... لمن كان يعتدّ بالمظهر

وأسمو عليهم بفرط الذكا ... وطيب الأرومة والعنصر

وأعبر دونهم بالدها ... حدودًا من الْجَاهِ لم تعبر

وعندي أساليب من ذا الدها ... إذا نزر الحظ لم تنزر

وأسبر من مدهشات الأمور ... شؤونًا على الدهر لم تسبر

واْخبر عنهم بأسرارهم ... وما حَالف السعد كالمخبر

هنالك أغدو رئيسًا لهم ... بغير انتخاب ولا محضر

ويصبح أمري على جمعهم ... كأمر العَريف على العسكر

فيا منيةً نبتتْ في الحشا ... بربّك طولي ولا تقصري

فإن الزمان ينيل المنى ... على رغم شانئنا الأبتر

تكفل إِلَاهي بتحقيقها ... فإنك إن تعطها أشكر

...

وقُلْ لابن باديس كن آمنًا ... بعشّك في الجامع الأخضرِ

قنعتَ بما حُزْتَه من علوم ... وطيب الأحاديث كالعنبر

وأضنيتَ نفسكَ في أمّة ... وعن وطن كالفلا مُقْفِر

ولم تدرِ أنَّ الهَنَا والوظيف ... مع الجهل أحلى من السكر

وأن الخضوع لمُسْتَعْمِرٍ ... به الدار إنْ تنهدم تعمر

ذوو الحقّ في الدين حكّامنا ... فما لك عن حقّهم تجتري


١) هو الشيخ مصطفى القاسمي.
٢) هو الشيخ المولود الحافظي الأزهري.

<<  <  ج: ص:  >  >>