للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أطعتَ البشير (٣) وأعوانه ... فخلّوك أعرى من الخنصر

ذوو الحق في الدين حكامنا ... فما لك عن حقهم تجتري

ولم أنس لي ليلة بالقصير ... وطالع سعدي في المشتري

أكلت بها حزَّة من جزور ...، نمت على جانبي الأيسر

إذا هاتف في غضون الدُّجى ... كسِرٍّ بطَيِّ الحشا مضمر

يقطل: أيا عاص (٤) كن أسودا ... وكن أصفرًا شيب بالأحمر

فأوَّلت ترخيمه في النَّدا ... بصوتي رخيمًا على المعشر

وأوَّلتها رفعة في المقام ... أسود بها الحاسد المفتري

وأوَّلتها خطَّة أرتقي ... بها من كبير إلى أكبر

تراقص حولي طيوف المنى ... فهن لي بصبح بها مسفر؟

أمَالِكَ رِقِّي تلطَّف بها ... فعبدك- إن لم ينلها- خري

وهذي المجالس ما شأنها ... تعضُّ بواع ومستظهر

ألم ترَ من حيلتي أَنَّني ... بهذي المجالس لم أحضُر

مخافة أن يغضب المستشار ... فيمحو وعدي من الدّفتر

ويمناي ما نشطت مرّة ... لتنميق سطر ولا أسطر

يسيل لعابي إذا نشروا ... أسامي تلمع كالجوهر

ولقِّب ذا بأمير البيان ... وهذاك بالكاتب العبقري

وما كنت دون امرئ منهما ... ولكن أدور على محور

وأخشى الرّقيب وتضريبه ... على اسمي بالمرقم الأحمر

فما عاش من لم يكن مدهنا ... ومن لم يصانع ولم يحذر

وأهوى الشِّهاب وتزعجني ... شهاب بإحراقه ينبري

وإنّ العدا نحلوني الغداة ... سطورًا ببالي لم تخطر

فوافت مع الصّبح مهتاجة ... جلاوذة كالدُّبى ينبري

فهذا يصبّ وهذا يشب ... وهذا يشاوس عن أخزر

وهذا يساقي وهذا يلاقي ... بوجه على الملتقى أمعر

فما زلت معتذرًا حالفًا ... لمن لم يقدر ولم يعذر

حلفت لئن رأيت عنوانه ... سجّرت به النّار في المجمر

جزاء لما ساق لي من أذى ... وما جرّ من تهمة للبري


٣) هو الإمام الإبراهمي نفسه.
٤) ترخيم لاسم "العاصمي".

<<  <  ج: ص:  >  >>