للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبورك هلال هذا الشهر في الأهلة، لكأنه كان جبارًا عنيدًا، لم يعترف به الجاحدون فأراهم نفسه في الليلة الثانية ومعه شهادة الميلاد. فما قول لجنة الأهلة فيه؟

ألم يخجلها بجماله ونوره وترعرعه؟ أما العجائز فقد رأينه وأكبرنه وحكمن أنه ابن ثلاث، وهن أعرف بالمواليد ... ولَعَنَّ من كان سببًا في إفطارهن، وأما اللجنة فستقول: إن الكبر والارتفاع لا عبرة بهما ... ومن أين لها أن تعلم أن ما زاد على نصف السبع فهو من ليلة ماضية؟ ...

...

والزلّة التي لا تغفر لهذه اللجنة، هي أنها تسبّبت لطائفة من المسلمين في انتهاك حرمة رمضان بالإفطار في يوم من أيامه الثابتة التي لا ينازعه فيها شعبان، بعذر أقبح من الذنب، وهو أن الرؤية خارجية، ثم ثبتت الرؤية الداخلية فلم تخبر الناس بها ليمسكوا، ورضيت لهم أن يتمادوا على الإفطار، وباءت بآثامهم جميعًا.

إن هذا لأعظم غشّ للمسلمين في ركن من أركان الدين، فليتنبه المسلمون وليحذروا هؤلاء الغشاشين المتسترين بالألقاب، وليعلموا أنهم مسخَّرون لهذا الغش، مأجورون بأموال المسلمين، على هدم الإسلام، والتفرقة بين المسلمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>