للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جاء في تقرير المكتب العَمَالِي (٢) لجمعية العلماء بوهران. أن المفتي بلغه خبر الرؤية من معسكر بعد نصف الليل، فأخبر به رئيس لجنة الأهلة، فأصرّ الرَّئِيسُ على الضلال وغشّ المسلمين، وقال: (انه حكم على يوم الثلاثاء بأنه ليس من رمضان حكمًا نهائيًا، وانه ألحقه بشعبان)، وانه لا يرجع في هذا الحكم الذي حكم به، وأن مفتي وهران بعد أن بلغ، أعلن الصوم بالبراح، ثم أعلنه في الصباح بالمدفع، فأصبحت وهران كلها صائمة، إلا فقيهًا معروفًا بمذهب خاص في الخلاف والفتنة ...

فالرؤية- إذن- ثبتت في عدة نواح من القطر الجزائري ثبوتًا مستفيضًا، والشهادة بذلك بلغت إلى اللجنة ليلًا ونهارًا فلم تعمل بها، ولم يزدها ذلك إلا إصرارًا على العناد والضلال.

واللجنة- إذن- متعمدة لغشّ المسلمين في دينهم، لا شك عندنا في ذلك ولا مراء بعد الذي ذكرنا، وهل يبقى بعد هذا عذرٌ للذين أفطروا على أخبار هذه اللجنة، بعد أن تبيّن غشّها وافتُضح أمرها؟ ... لا عذر مع هذا، ولا عذر بعد هذا، ولا يعد المعتمد عليها- بعد الآن- متأولًا، بل يعد متعمدًا.

واللجنة- إذن- غير صادقة في دعواها العمل بالرؤية الداخلية، فمعسكر وسيق، وحمام بوحجر كلها من الجزائر ... وعليه، فقد نهضت حجتنا عليها، أنها لأمر ما، لا تبالي برؤية القطر ولا غيرها، ولا تبالي أصام الناس أم أفطروا؟ وأن همها كله منصرف إلى العاصمة وحدها، لتجعل منها وحدة ... في أمر ما ...

...

يقول المثل: (خرقاء وجدت صوفًا) ونقول نحن: (لجنة وجدت مذياعًا) ... لجنة ركبت من الغشّ وللغشّ، وجدت مذياعًا تذيع فيه غشها، وتستهوي به الغافلين والمستهترين، ولو كان هذا المذياع حرًّا أو على شيء من الحرية لما رضي بإذاعة الغشّ، بل لو كان يحترم شعور المسلمين لما سمح بنشر الغشّ لدينهم، وهو يعلم أنه غش، ولكن الراديو واللجنة سلالة رحم واحدة، أو صنعة يد واحدة، فلا عجب إذا كان كل واحد منهما مكملًا لصاحبه.

من لقي أعضاء هذه اللجنة مجتمعين في أنديتهم، أو هائمين في أوديتهم، فليلق عليهم هذه الأسئلة، ولا ينتظر الجواب:

هل رُئِيَ الهلال في عدة جهات من القطر؟


٢) المكتب العَمَالي: نسبة إلى العَمَالَة، وهي المحافظة أو الولاية.

<<  <  ج: ص:  >  >>