للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - نرجو أن يكون الشهر كاملًا، فيكون العيد بالخميس، فتفطر الأمة كلها في يوم واحد، ونتقي شر الخلاف والعناد.

٤ - الرجوع إلى الحق فريضة وفضيلة، فعلى مقلدي اللجنة في أول رمضان أن لا يقلدوها في الإفطار، إن ثبتت الرؤية ليلة الثلاثين من رمضان، وأصرت اللجنة على عنادها وعبثها، وستلبس على مقلديها بأنهم إذا خلعوا ربقة تقليدها فإن (رمضانهم) يكون ثمانية وعشرين يومًا، ولكن اللجنة هي التي سببت لهم الإفطار في اليوم الأول من رمضان، أفيرضون أن تتسبب لهم في صوم يوم العيد؟ فيبدَأُوا صومهم بمأثم ويختموه بمأثم، وشر أهون من شرين.

٥ - سنكون في رؤية شوال، كما كنا في رؤية رمضان- صلة حق، وواسطة خير في تبليغ خبر الرؤية إن ثبتت ليلة الثلاثين من رمضان، وهي ليلة الأربعاء، في داخل القطر أو في خارجه، ونحن مع المثبت إن صح خبره وتحققت رؤيته مع التشدد والاحتياط وعدم التساهل، فلا نعمل بالرؤية الضعيفة في أدائها أو تحملها، ولا برؤية نشم منها رائحة التساهل في تعديلها أو تبليغها، فإذا ادعيت الرؤية في قطر من الأقطار الإسلامية، ولم تثبت في سائرها ممن يساويه أو يفوقه في العناية والاهتمام ووجود المرجع الديني- فإننا مع الأكثر، فإذا كانت المحاكم الشرعية في مصر تبقى مفتوحة إلى الفجر لانتظار الشهادات، وفي تونس تبقى مفتوحة إلى نصف الليل مثلًا، فذلك تفوق في العناية والاهتمام يصير تقليد صاحبه أرجح وأقرب إلى الصواب، ومركز الجمعية مفتوح ليلة الثلاثين إلى نصف الليل، والمراكز الفرعية كلها متصلة به لهذا الغرض.

٦ - نرجو أن تتشدد تونس في تعديل الرؤية وتحتاط ولا تتساهل، فهي أقرب الأقطار الإسلامية- ذات القضاء الإسلامي المستند على إمارة شرعية- إلينا، فإن قبولها لشهادة الرؤية في عيد الفطر من العام الماضي يعد تساهلًا منها، بعدما رأت الألوف المؤلفة الهلال صباح ذلك اليوم قبل طلوع الشمس بثلاثة أرباع الساعة، وإذا كنا نقلد تونس لمكانة المجلس الشرعي الذي هو مرجع ديني نحن محرومون من مثله- فإنما نقلدها في المعقول المقبول، وإنما نقلدها لمعنى جليل يذهب التساهل بجلاله، فأما أن ننقض بهذا التقليد سنة من سنن الله في كونه برؤية أربع أعين قد تكون إحداهن عوراء، وقد تكون اثنتان منهن عمشاوين- فلا، لا ... لا سيما مع فساد الزمان، وإذا رُئِي الهلال صباحًا ومساءً في يوم واحد، فأحد الرأيين مخطئ لا محالة، ولا يسعنا أن نخطئ رؤية الألوف لرؤية اثنين، والاحتياط في هذه الأمور ألزم وأحزم.

<<  <  ج: ص:  >  >>