للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧ - كل عيد يصرف على هوى هذه اللجنة فهو عيد حكومي، لمسته يد الحكومة فجردته من المعاني الدينية والقومية والاجتماعية، وتعطيل المصالح فيه لا يعدو الحاقه بعيد (الكرنفال) وما أشبهه، وإن لم يكن فيه فرحه وطلاقته، ويد هذه الحكومة، يد مسمومة، ما لامست شيئا من ديننا إلّا أهدته السم، ونزعت منه الروح، وأبقت له الإسم ....

٨ - يضاعف جمال العيد وجلاله اتحاد المسلمين عليه، وكم لاتحاد المسلمين في أعيادهم من معان، وكم له من مزايا، أجلها أنه يغذي قوّة المسلمين الروحية، ويمد قوتهم المادية بأمداد التحابب والتعاطف، فالتعاون والتناصر، وقد حضرنا الأعياد في الأقطار الإسلامية التي لها مرجع ديني، تلقي إليه الأمة بالمقاليد ففهمنا تلك المعاني واستجلينا تلك المزايا، ولمسنا آثارها في اتحادهم على الأعياد، أما في الجزائر فكثيرًا ما تكون في القرية الواحدة ثلاث فرق، بثلاثة أعياد، في ثلاثة أيام متعاقبة، فكيف نطمع أن تكون للأعياد روعة؟ أم كيف نطمع أن تكون لها في نفوسنا تلك الآثار التي هي الحكمة العليا في الأعياد؟ ولا سبب لهذا البلاء إلّا فقد المرجع الديني الذي يجمع الأمة على الحق.

٩ - لعل قراء البصائر من إخواننا في الشرق والغرب ينكرون ولوعنا بهذه القضية ويعدونها أهون من هذا الترديد لها، وتكرار القول فيها، وينزل بمكانة البصائر في نفوسهم هذا الأنين المتصاعد من هذا القلم المتألم .... ويا ويح الشجي من الخلي، ويمينًا لو اطلعوا على الحقيقة، أو لو ابتلوا ببعض ما ابتلينا به- لقام لنا عندهم عذر، أو لكان لنا منهم شفيع.

<<  <  ج: ص:  >  >>