للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبلغ عدد التلامذة الليليين الذين تشغلهم المكاتب الفرنسية:

بالنهار .......... ٢٠٠٠٠

(وهذا الإحصاء خاص بمن شارك في امتحانات هذه السنة).

فمجموع التلامذة الذين تضمهم مدارسنا قريب من سبعة وثلاثين ألف تلميذ وقد يجاوزون الأربعين ألفًا في بعض الأوقات.

ولكن الانقطاع في أثناء السنة كثير، لأن أسبابه كثيرة في أمتنا، فإذا أسقطنا هذا العدد القليل من ذلك الرقم الهائل المحروم من التعليم بجميع أنواعه، وهو مليونان من شباب الأمة وأطفالها- وجدنا أنفسنا لم نزل في مبتدإ المرحلة، وسمعنا الواجب ينادينا ويحثّنا على مضاعفة الجهد لإنقاذ هذا الجيل البائس من الأمية والجهل، فإذا لم نفعل أضعنا جيلًا كاملًا، وحققنا أمنية الاستعمار فيه.

وبلغ عدد المعلمين .......... ٢٧٥ معلمًا يتقاضون أجورًا لا تكاد تكفي لضرورياتهم، تبلغ سبعة وثلاثين مليونًا في السنة تقريبًا.

وبلغت قضايا المحاكمات للمعلمين (بتهمة التعليم) سبعًا وعشرين قضية، حكم في جميعها بالتغريم، وفي ثلاث منها بالتغريم والحبس ... وفي واحدة منها بالسجن والتغريم المضاعف واستؤنفت عدة قضايا منها إلى المحاكم العليا في باريس فأيدت أحكام الجزائر في جميعها، ولم تنقض منها حكمًا، مما يدل على أن "العلة في الرأس"، وأن بين أيدينا سجلًا جامعًا لهذه المحاكمات سوف ننشره في العالمين تشنيعًا على الاستعمار، وكشفًا لسيئاته.

ومن آيات الله في هذه المدارس أنها حية في حكمه، تعلم وتؤدي واجبها، ولكنها ميتة في حكم الاستعمار، لأنها مخالفة لقوانينه الجائرة، وأغراضه الخبيثة، مناهضة لوجوده، ففي حياتها وموتها خلاف بين الله وبين الاستعمار، وفي استمرارها وتعطيلها غلاب بين أحكم الحاكمين، وأظلم الظالمين، ومغالب الله مغلوب.

أيها الاخوان:

إن الاستعمار ينظر إلى مدارسكم بعين الغضب، فهل أنتم ناظرون إليها بعين الرضا (١)، ومقدمون إليها ما ينشأ عن الرضا من تأييد والتفاف واستماتة في الدفاع عنها؟

إنه جاد في قتل لغتكم، فهل أنتم جادون في إحيائها؟ (٢) وإنه ينظر إليكم بالعين النافذة إلى السرائر، وقد جسَّ مواقع الضعف منكم فوجدها في التفرق والتخاذل والبخل، فاتخذ منها دلائل على موت مشاريعكم، فهو يغفل ويتصامم لتموت بأيديكم لا بيده، فيكون له


١ و٢) أجاب الحاضرون هنا بإجماع: نعم!

<<  <  ج: ص:  >  >>